المرأة.. بين الجسد والعقل
خدعوها بقولهم حسناء | والغواني يغريهن | الثناء
تحدث سماحة الشيخ حسن الصفار (حفظه الله) في الجزء الاخير من الخطبة الثانية ليوم الجمعة الموافق13/5/1430م حول هذا الموضوع بشكل مختصر وقال ان المراة اهتمت بالجانب الانثوي منها واشغلت نفسها بهذا الجانب كثيرا وساعدها عل ذلك الرجل دون ان تنتبه الى الجوانب الاخري التى منحها الله اياها بحيث تكون اكثر عطاء ونفعا للمجتمع...
رغم انجازات المرأة المعترف بها في كثير من مجالات الحياة على المستوى العلمي الثقافي والابداعي وكذلك اشتغالها في المصنع والحقل اضافة لدورها الكبير في رعاية الاسرة وعملها داخل البيت.. لكن ظلت المرأة عبر التاريخ مسجونة داخل مفهوم الشكل والجسد وان حواء هي الرمز الاول للغواية والخطيئة والمكر.. وفي الجاهلية كانت الانثى عار تدفن وهي حية للخلاص من عارها.. اما مفهوم قصور العقل لدى المرأة في منظومة المجتمعات العربية تكرس بشكل اكبر من خلال الاحاديث النبوية التي يؤكد المتفقهين في الدين على انها احاديث ضعيفة كحديث النساء ناقصات عقل ودين, ومهما تناول تفسيرها بالمنطق فهي لا تقدم ولاتؤخر في التفكير الذكوري الذي يعزز جنسه الذكوري على جنس المرأة المتدني او المرأة العورة.. وساعد ايضا الامثلة المتداولة في المجتمعات وهي كثرة ومنها مايعزز الجمال على العقل..عقل المرأة في جمالها وجمال الرجل في عقله.. وانحسر العقل بالرجل والجمال بالمرأة وشكل العمل للمرأة ضرورة كبيرة مع تعقد الحياة الاقتصادية لكن ظلت النظرة يسكنها الشك الا اذا عملت في التدريس او الطب فهذه الاعمال مقبولة اجتماعيا.. لكن حين عملت في مجالات مختلفة كالصحافة والادب والاعلام والفن و تقدمت وانجزت ونجحت اتهمت باتهامين الاول بالاسترجال كونها زاحمت الرجل في مجالاتة وتركت وظيفتها الحقيقة البيت والانجاب والاتهام الثاني استخدام جسدها للوصول ولاينظر اليها كمبدعة او ناجحة الامن خلال الجسد الانثوي الذي يثير الشهوات لدى الرجل وغيب عقلها واتهمت بكل الاتهامات الاخلاقية التي ترسخ مفاهيم الضعف وقصور العقل.. المجتمع الذي ينتج الفكر من المفاهيم الذكورية غيب عقل المرأة وكرس الجسد مستفيدا على مستوى المافيات التي تتجار بالرقيق الابيض والدلائل تؤكد ان تجارة النساء ثالث تجارة بالعالم بعد تجارة الاسلحة والمخدرات.. فهذه المافيات تعزز الفقر والاحتياج لدى النساء حتى يسهل الاتجار بهم واليوم نشهد اكبر استخدام للمرأة كجسد من خلال الخطط النفعية والاستهلاكية التي توظف كل وسائل التكنلوجيا الحديثة ابتداء من الفضائيات والاعلانات والكلبات والسينما والصحافة الصفراء من اجل تعرية وتسليع المرأة والتي تهدف منها الربح الفاحش على حساب كرامة المرأة فضلا عن تغيب وعي المرأة والرجل.. استخدام المرأة بهذه الصور العارية تكريس لعقلها الفارغ من كل ابداع وانها تعرف بالمكر الاجتماعي الذي تربت عليه انها اداة الاثارة فوافقت على تشويه صورة المرأة الحقيقة لكن وراء استخدامها كجسد خلف الكواليس منظومة متكونة من الذكور ابتدا من اصحاب المال الى اصحاب الفرص واصحاب السلطة الى المنتج والمخرج.. وتؤكد الباحثات في شؤن المرأة وقضايا النساء ان المرأة تحتاج الى الوعي بثقافة الجسد والوعي بالمافيات والسماسرة الذين يعززون المرأة الجسد وعلى المرأة ان تؤمن بقدراتها العقلية والذهنية على العمل والانجاز وان العمل وفق قدراتها يساعدها على تجاوز محنة العوز والفقر بالاضافة الى تغير مفاهيمنا في التربية وتعزيز الثقة لدى المرأة منذ الطفولة لذلك نحتاج الى تدريب مكثف للمرأة والرجل..اما المختصون في المجال العلمي يؤكدون ان المرأة لاتختلف عن الرجل بالقدرات العقلية والعلاقة بينهما تكاملية لكن التربية لها التأثير الكبير في تعزيز قدرات لها علاقة بالقهر الذي تتربى فيه المرأة مما جعلها اتكالية وضعيفة اي بمفهوم اجتماعي وليس بمفهومه الانساني بالاضافة الى ان الانثى اقوى بايولوجيا لانها حافظت على النوع البشري ولها قدرات كبيرة لحد الان لم تستخدمها بسبب القمع المتراكم عبر التاريخ عليها.. نحن بحاجة الى رد اعتبار لعقل المرأة بتغير نظرتنا لجسد المرأة ومعاملتها على انها انسان كامل العقل وليس اداة للمتعة..
كما قال الشاعر الجميل جاسم الصحيح في السيدة الجليلة / فاطمة الزهراء:
يافتاة الوحي.. يا أم الهدى.. أترى كنت تديرين الرحى كنت أما لهم واحدة |
ياهدى الأم.. ويا وحي أم تدرين بيمناك, الحياة؟! وتوزعت علينا... أمهات!! | الفتاة