صلاة الجماعة مع أهل السنة... تجربة شخصية
لم أكن أعلم مسبقا أن هناك قولا فقهيا متفقا عليه بين فقهاء الامامية يقول بل ويدعو الى الصلاة جماعة مع أهل السنة حيثما وجد افراد من منتسبي المذهبين في مكان واحد قبل أن يطرح الشيخ حسن الصفار ذلك ضمن خطب ومحاضرات ألقاها في مناسبات مختلفة ثم أتبع ذلك بتأليف كتيب عنوانه «صلاة الجماعة مظهر الوحدة والتآلف» يستعرض فيه أقوال الفقهاء قديما وحديثا ويربط ذلك بالمصادر حيث يدعو بعضهم ويوجب بعضهم الآخر ويشيرون الى أن ذلك غير مرتبط بحال الاضطرار بمعنى الخوف من الضرر بل لأجل توثيق عرى العلاقة الانسانية السليمة.
وأستغرب هنا عدم تطرق باقي خطباء المنبر لذلك ولماذا التعتيم على هذا الامر ولا أجد تفسيرا لذلك.
وعندما باشرت تطبيق ذلك في مكان عملي ومع زملاء المهنة وجدت ومن خلال تجربتي الشخصية مدى ما يتركه ذلك من أثر على نظرتهم الايجابية لي وموقفي الذي من الواضح أنه ليس من باب (التقية) كما يقال حيث أنني كنت ولازال زملائي من مذهبي بطبيعة الحال يصلون بمفردهم كما هي عادتهم للأسف.
وقد ناقشت بعضهم وأرسلت لبعضهم الآخر رسائل الكترونية تتضمن الكتيب المذكور وسلمت بعضهم الكتاب ورقيا لكن لا تبدو الاستجابة سريعة مع وضوح الرؤية بعد الاطلاع على توثيق المؤلف لما ذكر.
ومن المواقف التي أذكرها بهذا الصدد أن أحد زملاء مهنتي ومنتسبي مذهبي استغرب مني ذلك وكأني ابتدعت ذلك مع أنه وبغض النظر عن الجانب الفقهي من الامر فان الجانب الانساني جلي ويدعو له كل عقل سليم خال من شوائب الحواجز النفسية الغير عقلانية, وأعود لموقفي مع صاحبي وهو ابن لأحد رجال الدين حيث رجع واستفسر من أبيه حول ذلك فأجابه بأن ذلك غير صحيح وأن على ابنه أن يعود للفقهاء في هذا الامر وليس للمفكرين مثل شيخ حسن!
مع أن مؤلفنا الكبير كان ينقل عن الفقهاء ولكن لا أعلم ما سر انكار ذلك وأتمنى من أصحاب الشأن الاجابة, ثم أهديت نسخة من الكتيب اليه ليطلع بنفسه لكنه وبعد قرائته له لم يستطع تجاوز الحواجز الثقافية التي تمنعه من التفكير بمنطق وتعقل, وبعد عدة أيام ذكر لي أنه اجتمع مع بعض أصدقائه وقرروا أن يبحثوا في الامر وتبين لهم بعد ذلك أن كل الفقهاء يقولون بذلك ومع هذا لازال لايملك زمام نفسه كي يخضع للحقيقة العلمية.
وهنا أكرر السؤال لخطبائنا وانتظر منهم جوابا لن يأتي لماذا يعتمون على تلك الاقوال ولايتناولونها مع وضوحها واتفاق فقهاء مذهبهم عليها وحاجتنا كأمة لمثل تلك الزوايا الغائبة.
وسؤال آخر أوجهه لمنتسبي مذهبي لماذا تتثاقلون في الالتزام بتلك التوجيهات مع وضوح ايجابيتها وأثرها على العلاقات الطيبة؟