وقفة في حضرة الشيخ الصفار
الشيخ حسن الصفار عالم سعودي, وإمام جمعة القطيف له دور مميز في الساحة الإسلامية, وحضور ريادي في ساحة الفكر, عاش حب الوطن, والمذهب ضمن منظومة هادئة وواعية رسمها على أساس خلفية جهادية وتضحوية امتدت إلى ربع قرن من الزمن, مابين رسالة الوعي وعشق الأرض, صاحب مشاريع فكرية, وثقافية, واجتماعية كبيرة, وهمه الكبير الوحدة الإسلامية, وتقريب وجهات النظر بين أبناء الأمة الإسلامية, من خلال بحثه المتواصل عن أليه تقريبة تملك من خلالها الأمة خطاب موحد يرسم حدود المرحلة, وتحويل هذه الأفكار إلى واقع يتحرك على الأرض, سافر وحضر المؤتمرات من اجل الوحدة الإسلامية, في اسطنبول, ولبنان, وطهران, وهو ينثر خطابه الوحدوي كالورود على رؤوس علماء الأمة, حارب الفتنة والقتال الداخلي بين أبناء الأمة الإسلامية, كما هو يجري في الصومال وفلسطين ولبنان والعراق وأفغانستان, وكان منبرهُ إضافات كبيرة للوعي ومجلسهُ لا يختصر على الجانب الديني أو السياسي أو الفكري بل هناك جانب مهم, وكبير ولربما ان الشيخ الصفار الوحيد من العلماء ينفرد بهذا التوجه, وهو الحضور الاجتماعي للشيخ وسط الناس من خلال التسامي بهم من البسيط السهل إلى المستوى المطلوب, بالنصائح والإرشادات المهمة, يهتم بشكل لافت بطبقة الشباب ويحذرهم من الفراغ القاتل, ويحرص على إيجاد فرص عمل كريمة من خلال إيجاد صناديق لمساعده العاطلين عن العمل, من اجل ان يهيئ لهم فرصة أفضل تارة تراه يتكلم عن بناء الشخصية وتارة يتكلم عن مرض السكر وهو يحذر من هذا المرض الفتاك ومرة يتحدث عن الأسُرة وعن علاقة الزوج بزوجته ويحذر من الإشاعات المغرضة, ومن النصابين الذين يستغلون ضعاف الناس ويؤكد على شخصية الفرد, وقوة الشخصية وشجاعة الرأي ويؤكد على العطاء حتى لو كان على شكل ابتسامة, فأنها تعطي الأمل ولقراءة مستقبل أفضل من العلاقات وتراه يؤكد على التراحم الداخلي بين أفراد المجتمع, وهذا لا يتحقق إلا من خلال أرضية صلبة بعيدة عن الضغائن وسوء الظن كان يستفيد من مواسم عاشورا, ويوجهها بشكلها الصحيح بما لهذا الشهر من هيبة وحضور, كان لا يطرح كثيراً السرد التاريخي لثورة الإمام الحسين , كما عودونا خطباء المنبر الحسيني بل كان يطرح الأهداف التي أرادها الإمام الحسين من هذه الثورة وهذا هو الأصل في القراءة الواعية للتبليغ فيأخذ سماحة الشيخ بهذه الأهداف مأخذاً تصاعدياً, ليصل بها إلى الشاب, وكبير السن, والمرأة, وكل باقي شرائح المجتمع, وكل النصائح والإرشادات التي تطرح من خلال محاضرات الشيخ الصفار, ولو جمعناها لرأيناها كلها تصب فيما أراد الحسين من خلال الثورة ومن الأمة والتوجهات التي يطرحها الشيخ الصفار تستحق ان أوظف لها كلماتي لقراءة هذا الوعي الذي يشكل خطاب معاصر بالساحة الإسلامية.