الانفتاح بين المصالح والهواجس.. للشيخ الصفار
لا يزال الشيخ الصفار ينتج لنا الكتب الوحدوية كتاب تلو الآخر، بهمته القعصاء وروحه العالية، فمن قبل قرأنا كتاب «المشكل الطائفي» حيث قدم سماحته العلاج الشافي لكل من يقرأه، ها نحن أمام كتاب جدير بالقراءة والتمعن في أطروحاته النيرة التي تنير دروب المصلحين والمنفتحين والداعين للتقارب والوحدة بين المختلفين من أبناء الدين الواحد.
كتاب «الانفتاح بين المصالح والهواجس» لسماحة الشيخ حسن الصفار هو عبارة عن محاضرة ألقيت في منتدى العوامية الثقافي حولها سماحته إلى كتاب كي تعم الفائدة للجميع.
وقد تحدث الصفار عن ثلاثة محاور، هي:
أثبت المؤلف فيه من خلال الآيات بأن هذه العناوين أصيلة من صميم الإسلام قد أهملها المسلمون وفعلت في بلاد الغرب.
فقد مثل ذلك سماحته بعنوان حقوق الإنسان حيث قال «لا يستطيع مسلم أن يتنكر لأصالته إسلامياً، ولا يستطيع شخص أن يدعي أنه ليس في الإسلام، أو أن الإسلام لا يدعو إلى احترام وحفظ حقوق الإنسان – نرى أن هذا العنوان خفت في المجتمع الإسلامي، وبرزت عناوين أخرى بسبب الأوضاع السياسية».
بعد ذلك أشار الشيخ الصفار إلى أن «الانفتاح والتقارب والوحدة بين أبناء الأمة الواحدة ، فهو من العناوين الإسلامية الأصيلة ، التي لا تحتاج إلى مزيد من الحديث حولها لوضع وطرح البراهين والأدلة على أصليتها في الفكر والثقافة الإسلامية ،ولكننا نعترف بأن الواقع الذي عاشته الأمة جعل هذه العناوين في الظل».
وقد استدل على ذلك بآيات من القران الكريم، وأشار إلى إن هناك الكثير من الأحاديث والروايات تشير إلى ذلك، وأكد بأن العقل يدعو الإنسان إلى أن يجسد هذه العناوين في حياته العملية واليومية.
وفيها أكد الشيخ الصفار أن في المجتمع تيارين فيما يخص الشأن الديني والفكري، وبإمكان كل تيار أو اتجاه أن يطرح رأيه ووجهة نظره ولكن عليه احترام الآخرين دون تجريح أو لجؤ إلى أجواء الإرهاب الفكري والتشكيك في دين الآخرين، لأن ذلك تجاوزاً للحدود، ولا يراد منه إلا التسقيط لأناس محترمين.
فبدلا من التسقيط والتشكيك في النوايا وتجريح الآخرين لابد من النقد البناء الذي يقوم العمل فهناك نوعان من النقد نقد بناء وهو ما قصد منه تقويم العمل أو الفكرة لبلوغ هدفها المنشود، وهذا نوع محمود ويحتاجه المجتمع الإسلامي لكي يتقدم ويبلغ غايته.
أما النوع الآخر من النقد فهو النقد الهدام وهو ما يكون بغرض سلبي كالنيل من الأشخاص أو عرقلة مشروع منافس لمشروع الناقد أو غيرها من المآرب الشخصية والفئوية، والمذهبية وهو لا يفيد المجتمع الإسلامي في شيء بل يكون على حساب تقدمه وازدهاره.
قال المؤلف في هذه النقطة رادا على من يتهمون دعاة التقريب والوحدة بتنازل عن العقيدة «علينا أن لا نستغفل الناس بالعناوين التي تدغدغ مشاعرهم وعواطفهم، وان لا نقبل باتهام الأخر في دينه لأنه يختلف معنا في الرأي، فالتشكيك في نيات الآخرين وأديانهم مرفوض من أي جهة صدر».
وشدد سماحته على أن هناك بعض الجوانب قد تكون من العقيدة ومن الشريعة، ولكن هناك ظرفا يقتضي تجاوز هذا الجانب أو التنازل عن ممارسته.
واستشهد على أن الرسول قدم تنازلا عندما رأى أن المصلحة في ذلك وقبل مسح البسملة وعبارة رسول الله من الكتاب الذي كتبه مع مشركي قريش، حيث أن الرسول لم يتنازل عن قناعته بل تنازل لمصلحة الإسلام فاعتبر هذا من الأولويات وليس تنازلا منه.
بعد ذلك لخص سماحة الشيخ الحديث في أن الدعوة إلى الانفتاح والتقارب والوحدة وظيفة إسلامية وشرعية، وأن الاجتهاد وشرعية الاختلاف مبدأ متفق عليه ولا يحق لأحد أن يتهم الرأي الأخر بالخروج عن الدين والمروق من الدين، وينبغي تحرير مواطن الخلاف هل هذا من العقيدة والشريعة أولا؟ بعد ذلك نتحدث حول كونه تنزلاً أم غير تنازل.
ثم قال مجيباً على تساؤل من الذي يحدد تنازل أم غير ذلك؟ أن الذي يحدد ذلك هم المتصدون لهذه المهام كما في أي مجال من المجالات.
الجدير بالذكر بأن الكتاب يقع في (52) صفحة من المقاس ألوزيري كما أنه يضم الحوار والمداخلات التي أجريت معه في المنتدى.
هو بحق كتاب ينبغي الاطلاع عليه والوقوف على أفكاره لان من يطلع عليه يجد فيه الفائدة والمعرفة.
«لقراءة الكتاب اضغط هنا»