رئيس الوزراء التقى ضيوف ملتقى الوقف الجعفري
ناصر المحمد: الولاء ليس شعارات بل تقديم مصلحة الكويت على ما عداها
شدد سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد على أن الشعب الكويتي جبل على التسامح الديني واحترام كل الأديان السماوية والمذاهب المختلفة، مؤكدا أن الكويتيين طوال تاريخهم ساروا على هذا النهج فكل منهم يحترم الآخر بغض النظر عن التوجهات واختلاف المذاهب. وأضاف المحمد خلال حفل الاستقبال الذي أقامه علي المتروك في ديوانه لضيوف الكويت المشاركين في مؤتمر الوقف الجعفري الثالث «إن المعيار الحقيقي هو ما يقدمه المواطن لبلده من تضحيات وما يساهم به في رفعة شأنه ومكانته، مشيرا إلى أن الولاء ليس كلاما وشعارات بل تقديم مصلحة الكويت على ما عداها من مصالح.
وزاد بالقول «ان الاحترام المتبادل بين النسيج الاجتماعي في الكويت من ركائز وسمات الحياة الاجتماعية في وطننا الغالي منذ نشأته، واننا سوف نستمر على هذا الطريق الذي رسمه أجدادنا وآباؤنا لتظل الكويت أرض المحبة والتعايش، متمنيا من الجيل المقبل أن يتمسك بهذا النهج الذي سار عليه الكويتيون منذ قديم الزمان.
ومن جانبه، القى الحاج علي المتروك كلمة شكر فيها سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد وحضوره ورعايته لحفل العشاء تكريماً لضيوف الكويت، مما يدل على مدى المحبة والتآلف بين الحاكم والمحكوم في ظل القيادة السياسية الحكيمة لسمو امير البلاد الذي يتواصل مع ابناء شعبه في كل المناسبات الاجتماعية والدينية مما رسخ مفهوم الاسرة الواحدة في بلدنا الكويت.
وقال علي المتروك ان مشاركة هذا الجمع الطيب من علماء ومشايخ ومفكرين لرجال الدين في الكويت، واجتماعهم هنا لهو خير رسالة على مدى تقبل الكويت وقيادتها باقامة مثل هذه اللقاءات على ارض الكويت، مضيفاً ان الحوار اصبح مطلوبا اليوم قبل اي وقت مضى، وان لغة التسامح والاصغاء للطرف الآخر يجب ان تسود بيننا، لاننا جميعا نهدف الى استقرار اوطاننا وشعوبنا، وواجب علينا ان نعزز هذا الاستقرار ونعمة الامان التي نعيشها بالحوار الهادف بعيدا عن العصبية والبغضاء والطائفية.
وبعدها القى كلمة الوفود مستشار ملك البحرين للشؤون القضائية والدينية محمد علي الستري، معرباً عن تقديره للحكومة الكويتية على الحفاوة التي وجدوها في الكويت خلال المشاركة في اعمال مؤتمر الوقف الجعفري، مضيفا ان التجمع يهدف الى تقديم رؤية في مجال المقاصد الخيرية الوقفية بهدف تأصيلها وتطويرها، واننا في الكويت نشعر باننا في افق البحر ينطلق ليفكر ويبدع، وجئنا اليها نحمل رسائل الحب اليكم جميعا، متمنيا للشعب الكويتي وقيادته كل توفيق وازدهار.
ومن جانبه، القى رجل الدين السعودي الشيخ حسن الصفار كلمة اكد فيها ان هذا التجمع في الكويت يدل على ان الشيعة جزء من هذه الاوطان ولذا يجب ان يأخذوا دورهم في بناء اوطانهم، مضيفا ان الظروف السابقة التي كان يعيشها الشيعة كانت تغلب عليها سمتان: الاولى التهميش والاقصاء وهو ما كان يعانيه الشيعة في كثير من هذه البلدان، والمناطق ومن ثم الميل الى الانطواء الذي كانت تعيشه المجتمعات الشيعية، وكلا الامرين لا شك انهما يضران بالاوطان لان تهميش اي طرف من المجتمع واقصاءه خسارة للوطن، كما ان الانطواء والانكفاء يضر بمن يمارس هذه الحالة، خاصة اننا نعيش في زمن الانفتاح.
واضاف الصفار اننا بحاجة الى منطقة عبور صعبة، والتصدي للهواجس بين الطرفين، واننا في ساحتنا الداخلية لدينا حذر من اي انفتاح مؤسسة رسمية، مشيراً الى ان الوقف الجعفري يرتبط بالائمة عليهم السلام وما يرتبط بالحالة المذهبية، ولذلك عمل المسؤولون في الكويت على انجاح هذه التجربة حتى تكون رائدة مطمئنة وتطمئن الحكومات من جهتها، وانهم يعملون ضمن الاطار الرسمي، خاصة عندما يعاملون على قدم المساواة مع سائر شرائح المجتمع الذين يعيشون فيه، فتكون رسالة تطمين للحكومات وكذلك للمجتمعات الشيعية.