سماحة الشيخ لـ (القبس الكويتية): لا تستعجلوا نتائج الـحوار في السعودية.. وشعبنا مهيأ للديموقراطية دون ضغوط أميركية
نشرت جريدة القبس الكويتية في عددها(11071)، الصادر يوم الأربعاء: 17/2/1425هـ (6 / 4 / 2004م)، حواراً أجاره محمود الموسوي مع سماحة الشيخ حسن الصفار.
وفيما يلي نص الحوار من موقع جريدة القبس الكويتية:
الشيخ حسن الصفار، رجل الدين الشيعي ذو العمامة البيضاء الذي أثارت وسائل الاعلام ضجة حول لقائه مع بعض الرموز والقيادات السلفية في المملكة، خرج من ارحام تلك المدينة الهادئة وهي القطيف، التي تقع على ضفاف الخليج في المنطقة الشرقية من المملكة العربية السعودية.. بدأ مسيرته الدينية منذ نعومة اظفاره، حيث ارتقى المنابر الدينية خطيباً لها وعمره احد عشر عاماً، جعل أهل مدينته يهتمون بخطاباته آنذاك، وتعلم من خلال ذلك الجرأة في طرح قضاياه التي هي نابعة في الأساس من هموم محيطه.
وفي بداية حديثه أبدى أسفه لحالة الانكفاء القطري في الدول العربية والاسلامية، مشيراً الى ان هذا التشرذم جعل من التعاون الاسلامي الاقليمي والدولي معضلة حقيقية الآن. وانتقد بعض قيادات الطوائف الاسلامية وجميع الذين يفكرون بمصالح الطائفة دون النظر إلى مصالح الوطن والأمة. وقال ان التيارات السياسية أوجدت اشكاليات أخلاقية، وبعضها استعان بالحكومات لتصفية حساباته مع الآخرين بدلاً من العمل المشترك للحد من سلطة الدولة.
ودعا الى الحوار الاسلامي ـ الاسلامي، لاسيما بين الشيعة والسنة قائلاً ان الخلاف بين المذهبين في 10% من الأصول ونحن نترك 90% من القواسم المشتركة ونتصارع على الـ 10%.
وتطرق الصفار الى الحوار الوطني في المملكة العربية السعودية فقال: لا تستعجلوا النتائج، فستظهر عندما يتبين الناس من هم الذين يضعون العصي في عجلات المسيرة، واضاف ان شعوبنا مهيأة للديموقراطية دون ضغوط اميركية، مطالباً بالإصلاح في شقيه المشاركة السياسية والحريات المدنية.
وأبدى الصفار رأياً لافتاً في ما يتعلق بتغيير المناهج، وقال: ان الضجة في شأنها مفتعلة لأن المناهج بحاجة الى المراجعة لأنها ليست قرآناً، كما لفت الى انه لا يعارض المشاريع الاصلاحية الأميركية طالما ان الحكومات ليست لديها البدائل.
ووصف تحسن أوضاع الشيعة في المملكة بأنه شأن داخلي لا علاقة له بتحسن العلاقات بين الرياض وطهران. وختم بابداء إعجابه بأداء القوى السياسية في الكويت ووصفه بأنه نموذج ريادي.
وفي ما يلي تفاصيل اللقاء..
يقول الصفار:
ان الارهاب بصورته الاجرامية كعنف ضد الابرياء امر مرفوض، ولكن نحن لا نقبل الخلط ان يطلق على المقاومة المشروعة انها ارهاب، لانها مصادرة لحق أي شعب يقع تحت الاحتلال والظلم ان يقاوم، وبغض النظر عن هذه النقطة ان ما يعتبر ارهابا ناتج عن الارهاب السياسي والارهاب الفكري، مجتمعاتنا تعاني من نوعين من الارهاب، الارهاب السياسي متمثل باستبداد الحكومات وعدم اتاحة المجال للمشاركة الشعبية، والارهاب الفكري المتمثل في الاستبداد الديني، ان كل جهة تمارس نوعا من الوصاية وتكفر هذا وذاك، وتفتي ضد هذا وذاك، هذا الارهاب الفكري موجود في مجتمعاتنا، حتى اصبح المجتهد وعالم الدين في بعض الاحيان لا يستطيع ان يبوح برأيه خوفا من ان يتهم او يصدر موقف اتجاهه.
> شاركتم أخيراً في الندوة الاسلامية بعنوان «مستجدات الفكر الاسلامي»، ما تلك المستجدات المطروحة في رأيك؟
ـ اود ان اشكر وزارة الأوقاف والشؤون الاسلامية في دولة الكويت على مبادرتها في عقد هذا المؤتمر أولاً، وفي اختيارها لهذا العنوان المهم ثانياً «الاسلام والتعاون الاقليمي والدولي»، لأنه من المشاكل والتحديات الكبيرة التي تواجهها الأمة كأمة وكقوى داخل الأمة هي مسألة التعاون والقدرة على التعاون مع الآخر، حيث أصيبت امتنا في فترة الركود الحضاري بحالة عجيبة من الانكفاء، فأصبح الفرد منكفئاً على نفسه غير مهتم بهموم مجتمعه، وهذا الأمر نلحظه عندما نرى ان رقعة العمل التطوعي والتصدي للشأن العام محدودة في مجتمعاتنا، رغم ان الاسلام يقول من اصبح ولم يهتم بأمور المسلمين فليس بمسلم.. اما على صعيد الطوائف والمذاهب فنجد ان كلا منهم منكفئ على همومه الخاصة، غالبا ما يفكر ابناؤها او قياداتها في مصالح ابناء الطائفة او اتباع هذا المذهب دون ان يكون هناك تفكير على مستوى الوطن، او على مستوى الامة او على مستوى العالم، ونجد ذلك حتى على صعيد الدول، فدولنا العربية والاسلامية اصيبت بداء «الانكفاء القطري»، اصبحت كل دولة وكأنها عالم مستقل.
> اختصارا ما الحلول من وجهة نظركم للخروج من الانكفاء والفاعلية في العمل؟
ـ هذا يحتاج الى النهوض الحضاري.
واعتقد ان الاشكالية تكمن بالفكر السائد في اوساط الامة، وايضا في المؤسسات القيادية التي تدير شؤون الامة من حكومات ومن جهات دينية بشكل اساسي، هذه المؤسسات السياسية والدينية تكرس حالة الركود في الامة بدل ان تعطيها حالة من النهضة والاندفاع.
> هل نفهم ان الحالة التي وصلت اليها مجتمعاتنا هي بسبب رجال الدين والاحزاب في الأمة؟
- نعم التيارات السياسية الموجودة في الامة اوجدت حالة من الاشكاليات الخلافية بين كل تيار واخر، وجود التيارات والتنظيمات حالة صحية ولكن عدم وجود علاقة ايجابية بين هذه التنظيمات اوقع الامة في اشكالية الخلافات الحزبية والفئوية، حينما صار كل حزب او فئة تعبأ او تحرض ضد الفئة الاخرى، وحصل عندنا في كثير من البلدان ان تيارا ما يحرض الدولة ضد التيار الاخر، من اجل ان يصفي حساباته يستعين بالدولة، وكان يفترض بهذه التيارات ان تتعاون معا للحد من سلطة الدولة على حساب حريات الناس، وعلى حساب حريات المجتمع المدني ومؤسساته، وهذه حالة سلبية في المنظمات والاحزاب السياسية، وفي الحالة الدينية ايضا باعتبار ان الاسلام فيه مذاهب ومدارس فكرية وفقهية كان ينبغي ان تكون العلاقة بينهم علاقة ايجابية وعلاقة تفاهم وحوار وتركيز على المشتركات، و علاقة تعاون في مواجهة التحديات العامة التي يواجهها الدين اوالامة، ولكن مع الاسف نجد في كثير من الاحيان ان قيادات هذه المذاهب والمدارس الفكرية والفقهية تضخم الفروقات والاشياء المختلف فيها بين هذه المذاهب وتجعلها هي العنوان واللافتة، ماذا يميز الشيعة عن السنة والعكس؟!، فتصبح هذه هي اللافتات والعناوين وهي مكان البحث، وتغفل المشتركات او الاتفاق تتجاوز 90%، والاختلاف في 10 او اقل، ولكننا دائما نتحدث في اطار العشرة في المائة المختلف فيها، وننسى ونتجاهل التسعين في المائة المتفق عليها، وايضا لدينا اصرار ما بين المذاهب والطوائف على ان لا نفهم بعضنا البعض بشكل صحيح، بل نفهم بعضنا البعض على شكل اشاعات ومن خلال الظنون وبعض الاراء الجزئية ونعممها على كل ابناء الطائفة او المذهب.
> كيف نستطيع ان نوفق بين مفهوم التعايش والجانب العقائدي بين المسلمين مع وجود موروث تاريخي طويل؟
ـ يبدو ان هناك تضخيما في مسألة الثوابت العقائدية ليست هناك مشكلة عقدية تمنع من التعاون حتى لو كانت هناك قضايا مختلف عليها في فروع اصول العقيدة، ما دمنا نتفق على التوحيد وعلى النبوة والمعاد ومرجعية الكتاب والسنة واركان الدين الاساسية فتبقى الفروع قضايا جزئية، سواء جزئية في العقائد او في الفقه، كل ما يجري الكلام عن التعايش او التعاون يأتي من يقول لا نتنازل على حساب ثوابت الامة العقدية هذا تهويل، النقطة المهمة التعايش والتعاون لا يعني ان يتنازل احد الطرفين عن شيء مما هو مقتنع به، كل طرف يتمسك بقناعاته وافكاره، المطلوب التنازل عن شيء واحد فقط وهو ما يسيء الى الطرف الاخر، فلتكن للشيعي كل معتقداته وقناعاته ولكن ليس مقبولا منه ان تصدر منه اساءة للطرف السني الذي هو شريكه في الدين وفي الوطن وفي المصلحة العامة والعكس كذلك، فهذا الشيء الوحيد الذي يجب ان نتفق عليه وهو كف الاساءة والاعتداء من اي طرف على حقوق الاخر.
> تطالبون بالتقريب بين المذاهب الاسلامية ونحن نحتاج الى تقريب بين افراد المذهب الواحد كيف نستطيع ان نتجاوز ذلك؟
ـ المشكلة واحدة، عقلية قبول الاخر والرأي الاخر هي المشكلة، نحن تربينا على الاحادية، وعلى رفض الرأي الاخر، ضُخّت لنا ثقافة بهذا الاتجاه، تربينا عائليا واجتماعيا على هذا الاتجاه، نرفض التعددية ولا نقبلها، ونمارسها ضمن مختلف الدوائر، القريبة والبعيدة، بينما القرآن يريبنا ان نقبل الرأي الاخر المخالف لنا في الدين، فيقول تعالى: «ان الذين آمنوا والذين هادوا والصابئين والنصارى والمجوس والذين اشركوا ان الله يفصل بينهم يوم القيامة، ان الله على كل شيء شهيد» حيث الاية تذكر ست ديانات كاعتراف بوجودها في الواقع الخارجي، اما من حيث الصواب والحق فان الدين عند الله هو الاسلام، بل ان القرآن يخاطب الديانتين المنافستين بأهل الكتاب وهذا اسم للاحترام، وايضا كان الرسول صلى الله عليه واله يقبل بوجود النصارى واليهود كأمر واقع مع قوله ان الدين عند الله الاسلام، ولكن في الواقع الحياتي كان يقبل وجود الاخرين، والحديث المشهور موجود في صحيح البخاري وفي وسائل الشيعة ان الرسول كان جالسا واذا بمرور جنازة فقام وقام الاصحاب وقالوا يا رسول الله انها جنازة يهودي، قال اوليست نفسا. نبينا هكذا يتعامل.. ونحن كيف نتعامل فيما بيننا، والقرآن يقول «لقد كرمنا بني ادم» لم يقل المسلمين، لان التكريم الالهي للانسان بعنوانه الانساني بغض النظر عن العناوين الاخرى.
> كثيرون يستخدمون سلاح الفتنة عند اي ازمة اجتماعية او سياسية ما تعليقكم على ذلك؟
ـ في تصوري ان التخويف بالفتنة له نصيب من الواقع لان هناك ارضية في مجتمعاتنا للاستجابة للانفعالات والعواطف كما كان في عرب الجاهلية لمجرد ان ينادي شخص مثلا واعشيرتاه.. فيهب ابناء العشيرة لنصرته ظالما كان او مظلوما.. الساحة لدينا مع الاسف بمجرد ان يأتي شخص ويتكلم باسم الدفاع عن المذهب او عن العقيدة من اهل السنة كان او من الشيعة يجد من يفزع له وقبل التأكد من كلامه صحيح او غير صحيح، لكن اذا اخذنا المشهد العراقي مقياسا يمكننا ان نصل الى درجة من التفاؤل لان الشعب العراقي لحد الان اثبت نضجا في مواجهة الانجرار خلف الفتنة، رغم ان الاحداث التي وقعت كانت كبيرة من استشهاد السيد الحكيم وما حدث في كربلاء والكاظمية يوم عاشوراء، وما حصل في بغداد من اغتيال ائمة السنة، هذه كان يمكن ان تفجر فتنة طائفية خاصة في ظرف مثل ظرف العراق، ولكن الشعب العراقي وقياداته ابدت نضجا وحاولت ان تتجاوز ونأمل ان شاء الله ان تستمر هذه الحالة في العراق وتكون قدوة لبقية الشعوب، لذا علينا ان نستنهض وعي الامة وهمم المصلحين والمفكرين حتى لا تتم مثل هذه المخططات والتي هي في اغلبها داخلية يستفيد منها الخارج.
> اليوم بعد مرور اشهر على بدء مؤتمر الحوار الوطني في السعودية وعقد لقاءين في الرياض والاخر في مكة، هل لمستم بوادر اصلاحية حقيقية من ذلك؟ وهل هناك لقاءات اخرى قريبة؟
ـ الذي تحقق من خلال اللقاءين هو المكاسب التالية اولا: حصل نوع من التعارف والتواصل بين القوى والتيارات الموجودة في المجتمع السعودي، سابقا كان هناك حالة من القطيعة رغم اننا كنا نعيش في وطن واحد، من خلال المؤتمر حصل لقاء وانفتاح ومصارحة ومكاشفة، وبالتالي بدأ التواصل وهذا مكسب كبير، من ناحية ثانية المكسب الآخر على المستوى الإعلامي وجود فرص إعلامية لم تكن متوافرة سابقا، كان الإعلام الرسمي في السعودية وحتى الصحافة له اتجاه واحد ورأي واحد، الآن من بعد الحوار الوطني أصبحت الفرص متاحة أكثر، لكن مؤتمر الحوار الوطني في اللقاء الأول والثاني خرج بتوصيات وقدمت للحكومة متمثلة بشخص ولي العهد هذه التوصيات وخاصة توصيات اللقاء الثاني في مكة لقيت تجاوبا وتأييدا شعبيا واسعا، وحتى صارت عرائض ورسائل وقعت من قبل المئات من الناس يؤيدون هذه التوصيات، ولكن تنتظر طريقها الى التنفيذ، ومن أهم التوصيات الاسراع في الاصلاح السياسي بحيث يكون هناك فصل بين السلطات الثلاث، ويكون اعضاء مجلس الشورى بالانتخاب وليس بالتعيين، ومن التوصيات ترشيد انفاق المال العام ومحاولة الحد من العجز للمديونية، ومن التوصيات الاعتراف بالتنوع الفكري والمذهبي، واعطاء فرص للجميع على مستوى الوطن، واحترام حقوق المواطنة بغض النظر عن التمايز المذهبي والفكري، ومن التوصيات الاهتمام بموضوع المرأة، واعطاء مجال للتجمعات المدنية، ومن التوصيات توسيع رقعة التعبير عن الرأي. واما في ما يتعلق بعقد اللقاء الثالث فانه لا يرتبط باللقاءات الماضية وعناوينها تختلف، ولكن لدينا مشكلة وهي ان شعوبنا لديها نظرة سلبية تجاه المؤتمرات، لانها تخرج بتوصيات وتبقى حبرا على ورق، يحتاج ان تنفذ حتى يصبح بارقة أمل عند الشعوب.
> بعض المشاركين في مؤتمر الحوار تناقضت آراؤه وتصرفاته مع روح اللقاءات. كيف السبيل لتجاوز هذه الحالة؟
ـ هذا الركام من الخلافات والتشنجات لا يمكن ان يزول بين عشية وضحاها ويحتاج الى وقت وجهد، لذلك لا نستعجل النتائج والثمار فنتوقع اذا عقد لقاء أو لقاءات ستحل كل المشاكل وسيحصل انسجام ووئام فورا، والنقطة الأخرى هناك متطرفون في مختلف المذاهب والطوائف، هؤلاء المتطرفون سوف لن يدعوا مسيرة الحوار تسير بهدوء وتشق طريقها، سيثيرون مختلف الاشكاليات والشبهات وسيعرقلونها، واما العامل الثالث فهناك ضغط التيارات، اي كل واحد عليه ضغوط في وسط تياره، انا ضمن الحالة الشيعية تمارس علي الضغوط واعلم ان آخرين في الوسط السني يواجهون ضغوط تياراتهم، نحن نأمل ان تكون النخبة المتحاورة في مستوى الارتقاء بجماهيرها وتياراتها وليس الانحدار معها.
> ما ملامح الاصلاح السياسي الذي تنشدونه وينشده المجتمع السعودي؟
- نحن نسعى الى مشروع اصلاحي شامل، وابرز ما فيه امران الاول توسيع رقعة المشاركة الشعبية في القرار السياسي، بحيث لا يكون القرار السياسي محدودا بفئة معينة، وانما المشاركة الشعبية عبر الانتخابات والحريات على النمط الديموقراطي الموجود في دول العالم، وثانيا حرية التجمعات والنشاط المدني بأن تكون هناك جمعيات سياسية ثقافية اجتماعية، ومؤسسات اهلية مدنية، اذا توفر هذان الامران يعني ان مناطقنا وبلداننا سارت على سكة وطريق الاصلاح.
> هل الاصلاح مرتبط بالجانب السياسي كبوابة؟ واين دور الجانب الثقافي؟
- اما الثقافة فهي ملجمة بالقرار السياسي، اذا صارت هناك حريات فيستطيع الفرد ان يعبر عن رأيه ويظهر الجانب الثقافي والاجتماعي دون اي قيود.
> ما رأيكم بما يطرح من ضغوط خارجية على الدول الاسلامية من اجل تعديل مناهجها الدينية؟ وهل تؤيد ان يتضمن قضية التقريب بين المذاهب في المناهج الدراسية؟
- انا اعتقد ان ما يجري حول موضوع تعديل المناهج الدراسية من تهويل وضجة لا داعي لها ابدا، المناهج الدراسية ليست سورا من القرآن الكريم يحرم مسها وتغييرها، مناهج وضعها خبراء في وقت من الاوقات لهم رأيهم واحترامهم، ولكن ينبغي ان تراجع بين كل فترة واخرى، خصوصا في هذا العصر هناك تحد ثقافي كبير يواجه المسلمين، نريد ان نربي ابناءنا على قيم الدين ونريد ان نعطيهم ثقافة.
> ما رأيكم بدور القوى السياسية في الكويت؟ وهل لديكم رسالة تودون ايصالها اليهم؟
ـ أنا اعتقد ان القوى السياسية والفكرية الموجودة في الكويت نتوقع منها ان تقدم نموذجاً ريادياً في المنطقة، لأن الانفتاح السياسي في الكويت أسبق من كل دول المنطقة، ولأن حالة التعايش بين المدارس وبين الطوائف المختلفة قياساً الى بقية المناطق تعتبر هي الأفضل، لذا نريد منهم في هذه المرحلة ان يقدموا نموذجاً ريادياً، لا يكفي الا تكون هناك مشاكل بين الأطراف، وإنما ينبغي ان تكون هناك مشاريع مشتركة، نحن نتوقع من القوى السياسية والدينية في الكويت امرين: الأول ان يثبتوا نجاحهم في المشاريع المشتركة داخل الكويت، والأمر الثاني ان يكونوا رسلاً للتبشير بحالة التعايش الى المناطق الأخرى.
عن الأنظمة الاستبدادية والثقافات الاستعمارية ومحاولاتها في زعزعة ثقة الناس بأنفسهم وتكريس ثقة الشعب بنفسه قال الصفار:
ـ نحتاج الى ضخ الثقافة التوعوية، ثقافة النهضة والتحرر من آثار الاستبداد، والشيء الآخر نحتاج الى مبادرات اصلاحية، من خلال طلائع من الامة تبادر الى اتخاذ مواقف متحررة والقيام بخطوات تتجاوز هذه الحالة السلبية المتخلفة، والحمد لله بدأ في الساحة مثل هذا الامر، نحن نرى في ايران نموذجا طيبا، وفي حزب الله لبنان نموذجا طيبا، ونرى في حركة المقاومة الاسلامية في فلسطين ايضا نموذجا جيدا، ونرى المطالبين بالاصلاح في مختلف البلدان العربية والاسلامية ومضات طيبة، نأمل أن تتكثف نقاط الضوء هذه حتى تصنع جوا مضيئا لامتنا ومجتمعنا.
عن عملية الاصلاح في السعودية وما اذا كانت بفعل الضغوط الاميركية ومدى توفر الارضية المناسبة لممارسة السعوديين الديموقراطية قال الصفار:
اعتقد ان شعوبنا مهيأة للديموقراطية، والتشكيك في استحقاق شعوبنا وأهليتهم في ممارسة الديموقراطية غير صحيح، لان هذا التشكيك يستبطن القول ان مجتمعاتنا هي اقل من بقية المجتمعات الاخرى، نحن نرى في الهند انتخابات وفي اليمن، وفي بلدان مختلفة في العالم، فالشعب السعودي فيه نسبة كبيرة من المتعلمين، ومنفتح على العالم ويرى التجارب الموجودة ومنها ما يحدث في الكويت من انتخابات لاكثر من 3 عقود من الزمن، وفي البحرين حدثت الانتخابات وفي قطر وسلطنة عمان. اما قبول الدولة او توجهها للاصلاحات كنتيجة ضغوط خارجية او داخلية، فلا شك أن هناك ضغوطا خارجية وهذا ليس سرا تحدث عنه الاعلام والمسؤولون الاميركيون يتحدثون عن هذا الموضوع، ولاشك ان هناك ضغوطا داخلية تتمثل في العرائض التي قدمت للدولة تطالب بالاصلاح السياسي، ولكن القيادة السياسية في المملكة استجابتها نابعة من اي شيء، نحن نأمل ان تكون الاستجابة هي باندفاع ذاتي واستجابة لمتطلبات الشعب، المهم ان يبدأ الاصلاح السياسي.