المشكل الطائفي والمسؤولية الوطنية
عن دار أطياف للنشر والتوزيع، صدر كتاب لسماحة الشيخ حسن الصفار، تحت عنوان «المشكل الطائفي والمسؤولية الوطنية».
يذكر بان هذا الكتاب هو عبارة عن محاضرة وحوار مع سماحته في ديوانية الملتقى الثقافي بالقطيف، وقد حولت من مسموعة إلى مقروءة لتعميم الفائدة فيها.
وقد جاء الكتاب بمقدمة للكاتب والناشط السياسي والمشرف في ديوانية الملتقى الثقافي الأستاذ نجيب الخنيزي، والذي ستهل كلامه عن الخطاب التقليدي المحافظ السائد الصادر من ممثلي المؤسسة الدينية الرسمية أو من قبل بعض المرجعيات الدينية المستقلة، حيث صرح الخنيزي بأنه على وجه الخصوص لا يجذبه أويستهويه ذلك.
وابرز ما قاله الخنيزي في مقدمته للكتاب الذي شدد فيه بحد قوله «في ظني فأن الخطابين التقليدي والراديكالي هما معاً، مفارقان للواقع والحاضر والمستقبل، ويستبطنان بث الفرقة والفتنة والصراع بين المسلمين، والترويج لثقافة دينية متشددة تركز على الطقوس المظهرية والشكلية، وما يصاحبها من ممارسات تتعلق بالتدين الشعبي، البعيد عن جوهر الإسلام الصحيح.
بعد ذلك استثنى الأستاذ نجيب الخنيزي مجموعة من رجال الدين المتنورين الذي عبر عنهم بالاستثناءات المضيئة التي لا تزال قليلة من حيث العدد لكنها كبيرة من حيث المكانة والتأثير.
وقال الخنيزي عندما يطرح أسم سماحة الشيخ حسن الصفار، يتبادر إلى ذهني على الفور أسماء الرواد والعظام لمشروع الإصلاح والتجديد الديني والسياسي والفكري، مند منتصف القرن التاسع عشر الميلادي والذي أجهض بسبب عوامل مختلفة،لكن الأمل لا يزال معقود على استئنافه من جديد من قبل كوكبة من المصلحين والمفكرين المعاصرين من بينهم سماحة الشيخ حسن الصفار.
وقد دار رحى الكتاب بعدة محاور والتي طرحها سماحة الشيخ الصفار بتعبير مناسب لعنوان الكتاب وبأسلوب سلس ومشوق للغاية حيث عبر عن هذه المحاور بالمسؤوليات والذي بدائها:
تحدث الشيخ الصفار في هذا المحور بعدم خلو أي مجتمع من المشاكل حيث قال «انه لا يخلو مجتمع من المجتمعات من وجود المشكلات الداخلية، وحتى المجتمعات المتقدمة سياسيا واجتماعيا فإنها تعاني من بعض المشكلات، لكنها تختلف من مجتمع إلى آخر».
بعد ذلك أكد سماحته على إن وجود المشكلات في أي بلد أمر طبيعي ولكن الفارق يكمن في أمرين هما في حجم المشكلة وعمقها، والفارق الثاني التعامل مع المشكلة.
وأشار سماحته إن في البلاد مشكلات وهذه المشكلات نابعة وفي تصوره من أمرين أساسيين هما:
• العامل السياسي: والذي أوضح فيه بحد قوله «إن الوضع السياسي في البلاد ينبغي أن يتطور إلى مستوى من التقنين الدستوري، والمشاركة الشعبية الواسعة التي تلتزم إقرار حقوق المواطنة على مختلف الصعد.
• العامل الثقافي: والذي أوضح سماحته عن «وجود ثقافة شديدة الأدلجة في مجتمعاتنا على حساب حقوق الإنسان وعلى حساب الحريات، هذه الثقافة السائدة هي أيضا سبب رئيس لإفراز العديد من المشكلات التي نعانيها داخل الوطن، ومن بين هذه المشكلات المشكل الطائفي».
وقد أشار سماحته إلى عدة نقاط أهمها الطرح السليم لقضيتهم التي هي جزء من قضايا الوطن، والاهتمام بالشأن الوطني العام وتعزيز الدور الوطني، والانفتاح على الأخر لان العقل السليم يدفع بهذا والدين أيضا.
حيث طالب الشيخ الصفار الدولة بتفعيل مبدأ المساواة بين المواطنين، ونشر ثقافة التسامح لأننا عانينا من ثقافة الإقصاء والحض على الكراهية ووضع الحواجز بين المواطنين لاختلاف أرائهم ومذاهبهم وتوجهاتهم، وتجريم ثقافة الكراهية والتحريض عليها.
أشار الصفار في هذا المحور إلى إن «النخبة الوطنية ينبغي أن تحمل هذا الهم فهو هم لا ينبغي أن يقتصر الاهتمام به والحديث حوله في حدود المتضررين به مباشرة».
وشدد الشيخ الصفار على نقطة مهمة في هذا المجال وهي الحاجة إلى أن تعتبر النخبة الوطنية هذه القضية قضيتها، وتمارس على هذا الصعيد في تبني المعالجة بالتبشير بثقافة التسامح والتعددية والرأي الأخر.
يتميز الكتاب بحجمه القصير وسلاسة لغته بحيث يفهم له من المهتمين بالشأن العام وغير المهتمين ومن المثقفين.
كما يميز الكتاب شجاعة الطرح وسعة اطلاع سماحته بحيث من يطلع علي الكتاب لا يخرج إلا بفائدة واعية.
«لقراءة الكتاب اضغط هنا»