مكاشفات الشيخ الصفار أنموذجاً
.. في الوقت الذي يجهد فيه خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز لتوحيد الكلمة بين أمم العالم أجمع من خلال المؤتمرات التي عقدها للحوار بين أتباع الأديان، نجد هناك من يسعى لإشاعة الفرقة بين أهل الجماعة من السنة وبين طائفة الشيعة، في الوقت الذي يشهد فيه الجميع أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله.
والواقع أنه إذا كان ثمة خلافات بين الطرفين فإن الجميع يعلم أن هناك – أيضاً – اختلافاً بين أهل السنة أنفسهم كما هو معلن في المذاهب الأربعة لكن ما يؤخذ على البعض تطرفهم الحاد.
أخي الدكتور عبد العزيز قاسم تصدى للحوار من خلال المكاشفات التي أجراها مع الشيخ حسن الصفار ونشرها في جريدة المدينة ثم أصدرها مؤخراً في كتاب بعنوان: «الحوار والتقارب المذهبي».
ويهمني مما تضمنه الكتــاب هذه الحقائق التي تحدث بها الشيخ الصفار عن منطلق الخلاف، إذ يقول: «بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم حصلت بيعة الخليفة الأول في سقيفة بني ساعدة فكانت تأسيساً للموقف السني في الخلافة، وحصل اعتراض عند بني هاشم وعدد من الأصحاب الذين رأوا أولوية الإمام علي بن أبي طالب، فكان ذلك تأسيساً للموقف الشيعي المعارض القائل بإمامة أهل البيت عليهم السلام مع التسليم بالواقع حفاظاً على وحدة الأمة ومصلحة الدين.
وكان من الطبيعي أن يدافع كل من أتباع الاتجاهين عن رأيه وموقفه ملتمساً المبررات والأدلة الشرعية، وبمرور الزمن وتوالي الأحداث أصبحت هناك مدرستان وثقافتان متمايزتين».
كما يقول في مواقع متفرقة من الحوار:
«آن لنا بعد 14 قرناً من الصراع والانشغال بالاختلاف والفشل في تغيير الرأي أن نجرب عصراً جديداً في التحاور والتقارب. إنني أرفض وأدين سب الشيخين ومن ينال منهما متطرف أو جاهل.
لا أؤيد دخول أي كتاب شيعي فيه طعن وإساءة للمذاهب الأخرى إلى المملكة.
أجمع أهل السنة والشيعة على كمال القرآن وأنه ما بين الدفتين من عند الله لم ينقص منه حرف واحد.
أعترف بأن بعض الشيعة يسيئون كثيراً بالتعرض للخلفاء بالسب، ولكن لا ينبغي أن تحاسب الطائفة كلها بذلك».
وأنا أيضاً أقول للشيخ الصفار إنه وإن لم يكن ينبغي محاسبة الأكثرية بسوء فعل الأقلية، فإن على أهل العلم من الأكثرية أن يسعوا بنشر علمهم لتوعية الأقلية بالجهل المتورطين في سوآته.
وتحية لأخي الدكتور عبد العزيز قاسم على ما قدم لقرائه، وشكراً على اهدائه الكريم.