الوحـدة الوطنية في الشقيقة السعودية
لعب العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود دورا كبيرا في تعـزيز الوحدة الوطنية والتأكيد عليها من خلال تبنيه مؤتمر الحوار الوطني، والذي كان بمبادرة منه وتحت رعايته لإدراكه بأن قوة المملكة ورفعة شأنها تكمن في وحدة شعبها.
ان من اهم دعامات امن واستقرار وتقدم اي بلد هو قوة تماسك جبهته الداخلية ووحدة واتفاق شعبه، التي تكون عادة نتاج مساواة الحاكم وعدالته في توزيع الحقوق والواجبات على مختلف أطـياف الشعب دون تمييز بينهم بسبب العرق او الدين او المذهب، ولكل فرد ومهما كان انتمائه الديني او العرقي دورا في بناء الوطن الذي ينتمي اليه ويكن بالولاء له، ولا يستطيع اي مكون من مكونات مجتمع ما ان يلغي دور المكون الاخـر مهما كان حجم الاخر متواضعا وبسيطا. والمملكة العربية السعودية مثال على الدولة التي يتكون شعبها من خليط من المذاهب والافكار والتوجهات المختلفة الامـر الذي ساعدها وعـزز دورها كقوة اتزان واعتدال واستقرار في المنطقة، وقد لعب العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود دورا كبيرا في تعـزيز الوحدة الوطنية والتأكيد عليها من خلال تبنيه مؤتمر الحوار الوطني والذي كان بمبادرة منه وتحت رعايته لادراكه بان قوة المملكة ورفعة شأنها تكمن في وحدة شعبها.
لكن يبدو ان هناك من يصر على ان يـغرد خارج السرب ويعمل على احراج المملكة وتشويه دورها المعتدل والمنفتح ويجتهد في مخالفة توجهات القيادة السعودية وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين ويحـرص على شق وحدة الصف باصداره البيانات بين الحين والاخـر والتي يتعـرض فيها ويتهجم على طوائف المسلمين المخالفة له. وأعـني هنا بعض الجماعات المتطرفة المنهمكة منذ زمن في تأليف الكتب واصدار البيانات وتوزيع المنشورات والتي ينعتون فيها أتباع المذهب الجعفري بالكفر ويفتون بهدر دمائهم ويصورونهم على انهم اخطر على المسلمين من اليهود !. والبيان الاخير الذي اصدره مجموعة من هؤلاء الغلاة المتشددين والذي نشره موقع ايلاف في الثاني من يونيو 2008 لم يأت بذكـر جديد انما هو يأتي في سياق اثارة النعرات الطائفية بين الشعوب الاسلامية. لكنه من جانب اخـر يوضح نوايا هؤلاء ودورهم المشبوه في اختيارهم لهذا الوقت من الزمن والذي تمر فيه الامة الاسلامية والمنطقة بشكل عام بمرحلة حرجة لا تستوعب المزيد من التمزيق في جسد الامـة وزرع السموم فيها.ان الاساءة المتعمدة والمتكررة لهؤلاء المتشددين الى مخالفيهم من المسلمين في العالم هو اساءة واضحة لدور المملكة العربية السعودية وعلاقاتها المتميزة بالدول الاسلامية وشعوبها بل بدول العالم كافة، فالحكومة السعودية تتبنى النهج الاسلامي المعتدل والانفتاح على الاخـر بغض النظر عن اعتقاده الديني او انتمائه الطائفي وهو ما اهلها ان تلعب دور الوسيط في حل الكثير من الخلافات بين الدول ومثل تلك البيانات التحريضية سوف يسيء لذلك النهج الحكيم وهي مخالفة صريحة لتعليمات خادم الحرمين الشريفين والذي يرعى مؤتمر الحوار بين الاديان والذي اختتم قبل ايام في مدريد، ولابد من الاشادة بالمبادرات الشجاعة التي اتخذها الغيورون من ابناء المملكة الحريصين على الوحدة الوطنية ومستقبل الأمـة كعضو المجمع الفقهي الاسلامي الدكتور محمد النجيمي والناشط الاسلامي الشيخ مخلف الشمري الذي ذهب ومجموعة من اتباعه وادوا صلاة يوم الجمعة خلف الشيخ حسن الصفار في منطقة القطيف قبل حوالي شهر في محاولة شعبية لاذابة اطياف المجتمع السعودي في بوتقة وحدة الوطن. وان من حسن الحظ انه مازال هناك من العقلاء من يعول عليهم من الفريقين.