لؤي السني وعلي الشيعي
نموذج رائع وصورة مشرقة من صور التلاحم في مجتمعنا الرافض للتكفيريين الذين يحفرون بفتاواهم قبورهم، شخصان عرفتهما عن قرب، لؤي وابن خالته علي من أقرب الأصدقاء إلي لم يمنع اختلافهما في المذهب من استمرار صداقتهما.
لؤي من أب سني وأم شيعية وأما علي فشيعي الأب والأم ولكنه متزوج من سنية.
لؤي يعرف الشيعة ومعتقداتهم كما يعرف السنة ومعتقداتهم، لؤي يسمع التكفيريين كل يوم ويضحك فهؤلاء ينكشفون أمامه وتظهر عوراتهم فهم لا يستطيعون خداعه أو غسل دماغه، فهو يعلم بأن ابن خالته الشيعي لا يريد قتله ولا يبصق أو يتبول في عصيره كما يزعمون، وهو على يقين بأن ابن خالته ليس له ذنب في مؤخرته.
التكفيريون بالنسبة إلى لؤي مهرجون مضحكون، قرود عوراء وبعض الأحيان عمياء تعاني من عقد النقص والسادية، مما يجعلهم أفضل خيار لعلماء النفس لإجراء بحوثهم وتجاربهم.
يحدثني لؤي إنه عندما يستمع إلى أكاذيب التكفيريين على الشيعة تبتسم والدته وتلتفت له قائلة باللهجة الحجازية الجميلة: "شايف بيقولو علينا إيش يا ولدي"، وأيضا عندما يستمع لؤي وعلي إلى بعض الشتائم المقدسة من متطرفين شيعة يخجل الانسان من ترديدها، من هؤلاء اللذين لم يعملوا بنهج علي بن أبي طالب حين قال "أكره لكم أن تكونوا سبابين"، يقوم علي ولؤي بتغيير القناة وهم يقولون"الحمد لله رب العالمين" مع تقبيل باطن الكف وظاهرها.
كان لؤي يلح علي دائما أن يذهب معي إلى مجلس الشيخ الصفار ومنتدى الثلاثاء وأربعائية الخنيزي ويحسدني على الحركة الثقافية في القطيف ويتمنى لو كانت هذه المنتديات عندهم في الظهران، ولم يتح له سوى حضور مجلسين للشيخ حسن في شهر محرم الماضي.
مرة اتصل بي لؤي يسألني عن منزل الشيخ حسن الصفار لأن ابن خالته يريد أن يزور الشيخ في منزله فطلبت منه أن يعطيني رقم هاتف ابن خالته، وبالفعل حادثته واستطاع الحضور معي إلى المجلس، علي كان قمة في الأخلاق والهدوء، ما أجمل وأطيب الشجرة التي أخرجت هذه الثمرة، جبل من التسامح والخلق الحسن.
لم يكن الإختلاف بينهما-علي ولؤي- موضوعا ذا أهمية فكل منهما يستفيد من أفكار الآخر فتحولت النقاشات الفكرية بينهما إلى نوع من المزاح اللطيف وكل منهما يحب الآخر.
كم أتمنى أن تكون كل عائلة في وطني كعائلتي علي ولؤي تحية إلى صديقي العزيزين وقبلة محبة على جبهتيهما.