حسن الصفار على قناة الإخبارية
في ردهات فندق الحوار المكي حول الإسلام والحوار، كان الشيخ حسن الصفار ضيفاً يملأ شاشة قناتنا الإخبارية. وقصة ظهوره كرمز وطني ومذهبي أعمق من الصورة التلفزيونية بكثير. قد يتذكر الشيخ حسن الصفار قصة لقائنا القصير، ليوم واحد، في ردهات جلسة حوار وطني.
يومها دعيت مع الشيخ لتسجيل ندوة تلفزيونية قصيرة فاعتذر فضيلته بلباقة عن الحضور للأستوديو التلفزيوني وعندما سألته عن مبررات الاعتذار أجاب: لا أود التسجيل في برنامج أعرف مسبقاً أنه لن يعرض. اشتكى يومها (عام 2003)، من أن ذات التلفزيون قد سجل له حلقات متعددة كانت للعرض في شهر رمضان، ثم مرت أشهر من رمضان، دون أن تجد هذه السلسلة طريقها للعرض.
اليوم تغير المناخ ونحن بالفعل نجني ثمرة الحوار. وأولى ثمرات الحوار الوطني ليست في التوصيات الهائلة التي قد يصعب على الكثير منها أن ترى النور وتظهر على أرض الواقع، بل إن الثمرة الأساس من نتائج الحوار الوطني ليست إلا ترسيخ القناعة لدى جميع الأطراف على الطاولة بأن ذات الطاولة دائرية بانورامية بألوان قزح.
الحوار الوطني تباين وألوان ومدارس ومذاهب لم يعد فيها مجال لصوت واحد ولون واحد كي يصبغ الوطن الكبير بلون يصادر كل الألوان الموجودة المقابلة. في الحوار الوطني جلس النجيمي يستمع للمزيني، والموسى ينصت للقرني، وفي ذات الحوار كان حسن الصفار يجاور واحداً من هيئة كبار العلماء جمعهما بالصدفة جوار الحرفين الأولين في الاسم.
في الحوار الوطني اقتنع الجميع أن التباين يخلق القوة وأن اللون الواحد يبعث على السأم والملل. يوم مقابلتي لحسن الصفار، أهداني بعض مؤلفاته وكان بينها كتاب عن الحوار انتهيت من قراءته خلال استراحة ما بين جلستين. قلت له بعدها باستفزاز إن الحوار بين الأطياف ينبع من الاتفاق على الثابت المشترك بالموازاة مع الولاء وصدق المواطنة.
والحقيقة التي قد يسكت عنها الجميع ولن أتحرج في البوح بها أن أتباع المذاهب والمدارس من سواد العوام في كامل الولاء والمواطنة لولا أنهم يشحنون بأطروحات الرموز التي لن أستثني منها مذهباً، فهذه الرموز تلجأ لخطاب لا تسمع فيه المفردة الوطنية. هنا أقف تماماً، فقط لانتهاء المساحة!!