قراءة في كتاب الحوار المذهبي والمسار الصحيح
* الكتاب: الحوار المذهبي والمسار الصحيح.
* إعداد: ميثم الفردان.
* الناشر: مؤسسة الانتشار العربي.
* سنة النشر: ط1، 2008م.
الصفحات: 125 صفحة، قطع كبير
من إعداد الأستاذ ميثم الفردان، صدر كتاب بعنوان الحوار المذهبي والمسار الصحيح، ويحمل عنوانًا آخر هو: (محاضرة الشيخ حسن الصفار وحفل تكريمه في اثنينية الشيخ عبد المقصود خوجه).
وقد جاء الكتاب في 125 صفحة من القطع الكبير وهي مقسمة كالتالي:
مقدمة الكتاب، تعريف موجز بفعاليات (الاثنينية)، كلمة الافتتاح، كلمة معالي الشيخ عبد المقصود خوجة، كلمة معالي الدكتور الشيخ محمد عبده يماني، الأستاذ عبد الله الجفري، كلمة سماحة الشيخ حسن الصفار، الحوار المذهبي والمسار الصحيح، الدكتور أنور ماجد عشقي، المداخلات. ثم جاءت كلمات وانطباعات أعضاء الوفد المشارك.
للكتاب أهمية كبيرة في توثيق هذا الحدث الذي جاء بالشيء الكثير من حيث الكم والكيف، ويُعدُّ الكتاب بحق مصدرًا تاريخيًّا، حيث إنه أرخ لفترة زمنية مهمة، وهي تجربة أطروحة الحوار الوطني الذي ربما لا يرى الفرد ثماره إلاَّ بعد عدة سنوات. حيث الكثير من التاريخ المتراكم والشحن الذي حدث من جرَّاء الأحداث السابقة التي جرت في المملكة وخارجها، وفي الحقيقة نحن مقصرون تجاه هذا الحوار الذي لو كنَّا جميعًا أكثر تفاعلاً معه لكانت ثمرته أفضل، وإن شاء الله الأجيال القادمة سوف تستفيد من هذه التجربة التي كتبت رغم الضغوط الكبيرة التي غيَّرت مسارها من حوار وطني بين السنة والشيعة وباقي الأطياف، إلى شيء آخر ليس له علاقة بذلك.
وقد جاء الكتاب مرتبًا حسب الكلمات التي ألقيت في الاثنينية، وهذا ما يجعل من يقرأ الكتاب بأنه لا يزال في الاثنينية يستمع إلى هؤلاء المثقفين.
ولم ينسَ الأستاذ ميثم التعريف بالاثنينة، حيث كان أحد عناوين الكتاب بعنوان (تعريف موجز بفعاليات (الاثنينية)، وهو:
بدأ نشاط الاثنينية اعتبارًا من يوم الاثنين 22/1/1403هـ الموافق 8/11/1982م، واستمر بحمد الله وتوفيقه حتى تاريخه، استطاع مؤسسها ـ معالي الشيخ عبد المقصود خوجه ـ أن يكرم من خلالها أكثر من ثلاثمائة وخمسين مفكرًا، وعالمـًا، وشاعرًا، وأديبًا، وصحافيًّا، وغيرهم من المبدعين من المملكة العربية السعودية، ومختلف الدول العربية والإسلامية وغيرها.
وكانت الاثنينة منبثقة من مشروع لوالده الذي كان يكرم المثقفين الذين يأتون من بلدان العالم المختلفة لأداء مناسك الحج.
والاثنينة هي عبارة عن منتدى أدبي خاص يهدف إلى تكريم هؤلاء الأعلام والالتفاف حولهم مباشرة من قبل محبيهم، وتهدف الاثنينة أيضًا إلى طرح نفسها ككلمة شكر، وتقدير وعرفان وامتنان، لما قدمه ويقدمه ضيوفها.
ثم تكلم الفردان حول برنامج الاثنينية حيث قال: يبدأ حفل التكريم بتلاوة آي من الذكر الحكيم، ثم يقوم عريف الحفل بقراءة السيرة الذاتية للضيف المحتفى به. ثم كلمة ترحيبية من مؤسس الاثنينية.
ألقى كلمة الافتتاح حسان كتوعة (عريف الحفل) وهو مذيع في الإذاعة السعودية، وعريف للاثنينية لأكثر من خمسة عشر عامًا، وكان كتوعة قد بدأ بتعريف المكرم وهو سماحة الشيخ حسن الصفار، والأدوار التي قام بها في حياته من النشأة إلى تكريمه.
ثم جاءت كلمة معالي الشيخ عبد المقصود خوجة وقد استهلها بالسلام على الحضور والمكرم وضيوف المكرم في الحفل الذين جاءوا في معيته وهم :
1ـ سماحة الشيخ فوزي السيف.
2ـ الشاعر عدنان العوامي.
3ـ الدكتور صادق الجبران.
4ـ سلمان الجشي.
5ـ نجيب الخنيزي.
6ـ محمد باقر النمر.
7ـ علي البحراني.
8ـ عبد الله الشايب.
9ـ الشيخ فهد أبو العصاري.
10ـ ميثم الفردان معدّ الكتاب.
قال الشيخ عبد المقصود خوجة: إن علامتنا الجليل وضيفنا الكريم نجم ساطع في دنيا العلم، والفكر والثقافة، والأدب على المستويين المحلي والإقليمي، فمجلسه الأسبوعي الذي يرعاه بفضله مساء كل يوم سبت في منزله بالقطيف، يعتبر منارة إشعاع يسعى لها كثير من المريدين والمحبين.
ويقول في موقع آخر: لقد كرس فضيلته جانبًا كبيرًا من حياته لطلب العلم من مختلف المصادر، وعندما قوي جناحه، واشتد ساعده أبى إلاَّ أن يحلق في علياء الفكر المستنير، غير أنه ليس من ذوي الأبراج العاجية، أو المترفعين عن بذل العلم لكل سائل وطالب، بل نجده مثالاً للعالم المتواضع دومًا، الهاش الباش لمن حوله.
ثم جاءت كلمت الدكتور الشيخ محمد عبده يماني التي قال فيها: لحسن الحظ أننا نجتمع معكم على حب الله، وحب رسوله وآل بيته الطيبين الطاهرين، وكل من أحب رسول الله، ولهذا نشعر بنشوة خاصة أن هذا اللقاء الليلة جاء في مصادفة أنها الليلة الكريمة لمولد السيدة خديجة بنت خويلد رضي الله عنها. هذه السيدة لها خصوصية في نفوس المسلمين، ولكننا في مكة ـ على جهة الخصوص ـ نعتز بالسيدة أم هاشم، وهذه ليلة جميلة أن نجتمع لأننا نشترك في هذا الحب، وندعو لهذا الحب لآل بيت الرسول (صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم).
ويقول أيضا: أما والله إنها ليلة على هذا النحو الجميل والسعادة بحكيم وحبنا لآل بيت رسول الله.
كتبت هذه الكلمة انسجامًا مع رحابة فكر الشيخ، وإعجابًا لسؤاله ذي الأبعاد الشاسعة التي أكد فيها على التلاحم الوطني فقال: كيف نقرأ الآخر؟
عنوان الكتاب الذي أصدره الشيخ/ حسن موسى الصفار عام 2004م.
ثم قال الجفري: لقد عانينا كثيرًا في السنين الفارضة من (المغالاة) والغلو، مما كان سائدًا في الطرفين، وكان العقل يحض ـ بالحوار ـ على أن لا نؤخذ بما يقوله السفهاء، وأن نؤاخذ على عجزنا عن طرح الرأي الآخر، وذلك تطلعًا إلى إرساء قاعدة صلبة ورغبة لدينا في إضاءات العقل الذي يحاور ولا يتشنج، ويناقش ولا ينغلق على نفسه.
وقد جاء فيها: أحمد الله تعالى وأشكره أن أفاض عليّ بهذه النعمة الكبيرة، نعمة كسب الأخوان في الله، وقد ورد في الحديث المروي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال: (ما استفاد امرؤ مسلم فائدة بعد الإسلام مثل أخ يستفيده في الله) هذه نعمة كبيرة، تفضل الله تعالى بها عليّ، أن عرفني على هذه النخبة الطبية الصالحة، من ذوي الرأي والفضل، ومن أصحاب الأيادي البيضاء الخيرة في المجتمع، وما هذا اللقاء إلا تجلٍّ من تجليات هذه النعمة الكبيرة.
وقال: ما يهمنا الآن أن نحدد توجهات الحوار، وخاصة على الصعيد المذهبي، ذلك لأن هناك قلقًا من أن يختطف الحوار على هذا الصعيد، ويؤخذ إلى منحى يعمق التفرقة، والنزاع بين أبناء الأمة بدل أن ينتشلها، وأن يوصلها إلى شاطئ الوحدة والوئام والانسجام. البعض من السنة، أو من الشيعة، حينما يكون الحديث عن الحوار يتبادر إلى ذهنه أن يسجل قائمة بإشكالاته على الآخر، وبنقاط اختلافه مع المذهب الآخر، ويريد أن يتحول الحوار إلى ما يشبه المحاكمة من أهل هذا المذهب لأهل المذهب الآخر.
وأضاف: في مجال العقيدة هناك اتفاق على الأصول وهي: الإيمان بالله تعالى، وبملائكته ورسله لا نفرق بين أحد منهم، وهناك إيمان بمرجعية الكتاب والسنة لا يناقش فيه مسلم، وإيمان بالمعاد في يوم القيامة، وإيمان بالفرائض الإسلامية الأساسية، هذا ما يتفق عليه جميع المسلمين.
وقد كتب سماحته ورقة أخرى وزعت بين الحضور وهي بعنوان: الحوار المذهبي والمسار الصحيح، جاء فيها:
1ـ حسم الخلاف الديني يوم القيامة.
2ـ الدعوة للحوار المذهبي.
3ـ أهداف الحوار المذهبي.
وجعلها في ثلاثة محاور:
1ـ التعارف والفهم المتبادل.
2ـ التعايش ومنع الإساءات.
3ـ خدمة المصالح المشتركة.
ثم تكلم الدكتور أنور ماجد عشقي، قال : شرفت بالاستماع إلى شيخنا الكريم، وكأني استمع إلى منهج متكامل للحوار أشكره وأكبره على ما تفضل به.
واستطرد: أتحفظ على عدم الاحتكام للكتاب والسنة لأنه لا نريد مزيدًا من الاختلاف، ولا نريد أن نحول القضية إلى جدل، وأتحفظ كثيرًا على كلمة: الاحتكام إلى المنطق.
ثم قال الدكتور عشقي: نحن لماذا نحتكم إلى النوبختي أو إلى الكليني، أو إلى الإمام أحمد بن حنبل أو إلى أبي حنيفة، أو غيرهم ونترك رسول الله علينا أن نأخذ بكل ما جاء عن النبي ثم نعمل مع ما يتفق مع واقعنا وبيئتنا وزماننا لأننا الآن الأحكام تتغير بتغير الأزمان.
وجاءت المداخلات التي بدأ بها الدكتور محمد عبده يماني، ثم سؤال الأستاذ عبد الحميد الدر هلي، ثم جاء سؤال محمد علي رضوان وغيرها من الأسئلة المقسمة بين الرجال والنساء.
هذا وقد كانت إجابات سماحة الشيخ الصفار مختصرة مركزة وذلك بسبب الوقت وكثرت المداخلات.
ومما جاء في إجاباته، إجابته على مداخلة الدكتور عشقي: إجابته عن سؤال حول المتعة.
انطباعات أعضاء الوفد المشارك
الشيخ حسن الصفار عرفته شخصيًّا منذ أكثر من ربع قرن، أستاذًا ومربيًّا دائم العطاء دأبه العمل والتجديد تحترم فيه كل شيء خصوصًا احترامه للغير، والتوازن الكبير الذي يتمتع به في فكره وسلوكه وبالذات في تعامله مع الآخر وخصوصًا من يختلف معه في الرأي سياسيًّا واجتماعيًّا وفكريًّا.
استمعت للشيخ الصفار عندما كنت في النصف الثاني من العقد الثاني من العمر بقريتي الجبيل بالاحساء، حيث كان خطيبًا (قارئًا حسينيًّا حسب المصطلح المحلي)، الذي استمر وجوده عدة سنوات بمناسبة عاشوراء.
في هذا الزمن المجدبة سماواته إلاَّ من البغضاء والكراهية ، الممحلة فضاءاته إلاَّ من التنابذ والقطيعة، تعرف السحب السخية مبلغ حاجة الناس إليها، فتنسكب مطرًا غيثًا غدقًا، يسقي البلاد، ويخصب الوهاد.
هذه الخاطرة، وربما خواطر أخرى شبيهة، لازمتني طيلة الساعات العجلى التي نعمت فيها برفقة سماحة الشيخ حسن الصفار والوفد المصاحب له خلال رحلته إلى الحجاز بدعوة من معالي الوجيه الشيخ عبد المقصود بن محمد سعيد خوجه.
جاء التكريم من معالي الشيخ عبد المقصود خوجة لسماحة الشيح حسن الصفار لاستضافته في اثنينية الأول، والحديث حول الحوار والتسامح، وسمو الإسلام عن الاختلاف بالتحشيد والتعبئة في حشد من أصحاب المعالي والسعادة والمثقفين والكتاب ونخبة من المهتمين بتعزيز نقاط الاتفاق.
وقف الزمن ليشهد بإكبار وإعجاب على تكريم العملاق للعملاق. فصاحب الاثنينية عملاق قد سخر نفسه وماله لخدمة العلم والفكر والأدب فاتحًا ذراعيه لكل ما هو مفيد لمجتمعنا المحلي بل والإسلامي بصفة عامة.
ثم قال أبو العصاري: في موقع آخر من الكلمة: إنه الموعد الذي ضرب لتكريم عملاق من بلادنا ذاع صيته شرقًا وغربًا وتخطى الحدود الجغرافية والاجتماعية والطائفية ليصبح نجمـًا ساطعًا في سماء العلم والفكر، إنه سماحة الشيخ حسن بن موسى الصفار. نعم، لقد التقى العملاقان المكرِّم والمكرَّم فكانت ليلة غير عادية وأمسية ستبقى في ذاكرة من سعد بحضورها مدى الحياة.
وأضاف: ولاشك أن للشيخ حسن الصفار باعًا طويلاً في ترسيخ مبدأ هذا التواصل ودعم مغناطيسية هذا التجاذب المحمود. ولعل مؤلفه الشهير ـ الصغير في حجمه الكبير في نفعه ـ (كيف نقرأ الآخر) خير شاهد على ذلك.
قال فيها:يتجاذب منهج التكريم فكرتان:
1ـ فكرة شائعة في المجتمعات المتخلفة وحاصلها: أنه لا بُدَّ من التفتيش عن إنسان تام المقاييس بكل المقاييس حتى يتم تكريمه.
2ـ فكرة أخرى تتعامل معها المجتمعات المتقدمة ويحث عليها الدين والأخلاق، وهي أنه (لا يكون المحسن والمسيء عندك بمنزلة سواء فإن ذلك تزهيدًا) لا يمكن أن يكون نابغة في كل شيء مرة واحدة.
إن احترام سماحة الشيخ وتقديره تعدى المرافقين له، الذين كانوا يحضون باهتمام وتقدير بالغ من قبله إلى السائقين الذين يتولون نقله من موقع إلى آخر، فيحرص على السؤال عنهم بين فترة وأخرى كما يحرص على تناولهم الوجبات مع الوفد المرافق، وقد أثر ذلك في نفوسهم حتى إن أحدهم عبر قائلاً: إني منذ عقود أعمل في هذه المهنة مع شخصيات مختلفة ولكن لم أجد شخصية كهذه الشخصية في التعامل والاحترام.
الشيخ عبدالقصود خوجه الذي بزغ نجمه في الوسط الثقافي في القطيف، يوم كرِّم في مكتب سماحة الشيخ الأستاذ حسن الصفار بتاريخ 9/3/1425هـ الموافق 29/4/2004م، في حفل عفوي لا يعتبر إلاَّ عربون تكريم ينم عن مشروع حب وتقدير لأحد رجال الاعتدال والوسطية في بلادنا السعودية، فحقه علينا وعلى أبناء الوطن أكثر من ذلك التكريم.
وقال أيضًا: التجارة والثقافة صنعتان غير متلازمتين، كما يقول الأستاذ الأديب عبد الله الشباط الذي يؤكد أنه لا يمكن الجمع بينهما، بل يعتقد البعض إنهما على طرفي النقيض.
وفي المقابل يقول البعض من التجار ورجال المال: ما هي منفعة المثقفين ودعاة الكلام في علمهم وشعرهم وتنظيرهم الذي لا يغني ولا يسمن من جوع!! أليس الجد والبحث عن سبيل العيش أفضل من هذا الذي هم فيه؟
فإن الصور المثالية أن تكون (الثقافة والتجارة) متلازمتين متناغمتين فتعطي هذه لتلك والعكس أيضًا.
ويقول في موقع آخر: لقد استطاع الوجيه معالي الشيخ خوجة والعلامة الشيخ الصفار إلى الانتقال بثقافة التسامح والاعتدال، من جانبها النظري إلى برامج عمل على أرض الواقع وأسسوا من خلال تعاونهما أنموذجًا للعلاقة الصادقة القائمة على إشاعة ثقافة هي من صميم تعاليم الدين.
وفي نهاية الكتاب فكانت المتابعة الصحفية التي نشرت عن هذا التكريم ومن هذه الصحف:
ـ الوطن، والبلاد، والندوة، وعكاظ، والشرق الأوسط، والمدينة، والجزيرة.
بعد الاطلاع على الكتاب، وجدنا أن هناك بعض الملاحظات الفنية نشير إليها هنا:
يُعَدُّ الكتاب من المصنفات التي تؤرخ مر حلة معينة، وهي ذات لحظة، ويُعَدُّ جهدًا يشكر عليه الأستاذ ميثم الفردان، فقد لاحق الحدث ووثقه بالصورة والكلمة، إلا أنه يوجد بعض الملاحظات الفنية التي لا تنقص من أهمية الكتاب نلخصها في التالي:
جاء العنوان مغايرًا لما يحمله المضمون في الكتاب حيث كان العنوان: ( بالبنط الكبير) (الحوار المذهبي والمسار الصحيح)، و(بنط آخر صغير) وهو يحمل عنوان (محاضرة الشيخ حسن الصفار وحفل تكريمه في اثنينية الشيخ عبد المقصود خوجة).
ومن المفترض أن يكون العنوان إما (تكريم سماحة الشيخ حسن الصفار في اثنينة خوجه)، أو (اثنينية خوجة تكرم سماحة الشيخ حسن الصفار) وهذا يكون عنوانًا بارزًا، ويكفي عنوان واحد كبير في الكتاب. لا أن يكتب الكتاب باسم المحاضرة. وهذا خارج عن المهنية لأن الكتاب يتحدث حول تكريمه، لا عن الحوار المذهبي كما ذكر في مقدمة الكتاب من ص6 السطر (17) من الكتاب.
وأن من الطبيعي في كل مكان إذا كان المكرم يعيش بيننا وهو حاضر في مقر التكريم أن يلقي كلمة بمناسبة تكريمه في أيِّ حفلٍ كان.
والصورة في الغلاف: تكفي فنيًّا ومهنيًّا للناظر أن يعرف أن هذا الكتاب تكريم سماحة الشيخ الصفار وليس حوارًا مذهبيًّا، إلاَّ أن يكون قصد المعدّ أن اللقاءات، والتزاور، واستضافة الشيخ خوجة للشيخ الصفار يُعَدُّ مسارًا صحيحًا للحوار المذهبي.
جاءت مقدمة الكتاب كالتالي: (قلم حبره لا يجف، ولسان صادح بالحق لا يعرف الصمت له طريقًا، وحركة دؤوبة قل نظيرها في الواقع المعاش، هم قلة يعيشون بين الناس في أزمان مختلفة...).
وهنا ملاحظة: من حيث اللغة العربية حينما يتكلم الكاتب في بداية كلامه عن شخص، ثم يستطرد ويتكلم عن مجموعة أشخاص، والملاحظ في السطر الثاني من الصفحة نفسها ، بعدما تكلم عن مفرد حول الحديث إلى صيغة الجمع، حيث قال قلم حبره لا يجف... إلخ، ثم قال: (هم قلة يعيشون بين الناس) وهذا خطأ كان لا بد للكاتب أن يتفاداه، ولعله من سبق القلم، وخصوصًا إذا عرفنا أنها تجربته الأولى.
وهنا جاء في المقدمة من الكتاب تحت الهامش وهي: (1) طبعت الطبعة الثانية 1426هـ ـ 1996م دار الصفوة، بيروت.
والملاحظ هنا خطأ في التصنيف الذي يوجب تعريف الكاتب والكتاب، في بداية أول هامش من الكتاب وبعدها يعرف تعريفًا موجزًا، نعطي مثال على ذلك:
الصفار: حسن موسى، التعددية والحرية في الإسلام، دار الصفوة، بيروت، ط2، 1416هـ 1996م.
والهوامش الأخرى داخل الكتاب تكون إما بذكر العنوان فقط، أو المؤلف والعنوان، دون ذكر دار النشر وما يليها.
وهذه الملحوظة أكاديمية صرفة، لأن تصنيف الكتاب يجب أن يكون دقيقًا من الناحية الأكاديمية ولا يخرج عن المألوف في التصانيف.
من الملاحظ، ومما يشكر له الكاتب هو استقصاؤه لجميع الصحف التي كتبت عن الاثنينة والتكريم، وهذا ملاحظ من الصحف التي وضعها في الكتاب، إلا أنه توجد ملاحظة واحدة على الطريقة التي وضعها: وهي في صفحة 112 من الكتاب، وجاءت بعنوان (أيام ومشاهد جداوية)، بصحيفة عكاظ التي أرخها بتاريخ الثلاثاء 18 ربيع الآخر الموافق 16 مايو 2006م. وقد وضعت في الكتاب خلاف التسلسل الذي يجب أن يكون، فمن المفترض أن يكون مكانها صفحة 106 من الكتاب بدلاً من صفحة 112، لأن التاريخ يخالف الذي قبلها، ومن المفترض أن تكون قبل صحيفة المدينة وتُعَدُّ الجزء الأول من المقالة التي كتبها (نجيب الخنيزي)، وأن يكون الجزء الأول قبل الجزء الثاني، ولو أن الأستاذ الفردان نظر في صفحات الكتاب قبل الإخراج لتفادى هذه الأخطاء الصغيرة التي تُعَدُّ فنيًّا غير مناسبة، خصوصًا وأن الكتاب ليس صحيفة يومية تخرج في اليوم نفسه وقد يحدث الخطأ، بل يوجد مجال للمراجعة والتصحيح.
يشكر الأستاذ ميثم الفردان على هذا الجهد الواضح الذي بذله في جمع هذه الوثيقة التاريخية المهمة، وهذه الملاحظات كما أسلفنا لا تنقص من أهمية الكتاب وإنما هي ملاحظات فنية، جاءت من حرصنا أن يكون العمل بحجم المناسبة.