قراء في كتاب (الإمام الحسين في وجدان الأمة)
الكتاب: الحسين في وجدان الأمة
الناشر: بدون
الطبعة الأولى: 2008م
صدر لسماحة الشيخ حسن موسى الصفار كتاب (الحسين في وجدان الأمة) وهو ضمن سلسلة محاضرات ألقاها سماحته في محرم لعام 1428هـ ويحتوي على (47) صفحة من القطع الوسط.
وجاء في مقدمته: الحسين نهر متدفق من العطاء ترتوي منه كل الأجيال.
وعاشوراء مدرسة للإباء والصمود يرتادها عشاق الحرية والعدل في كل زمان.
وفي الحقيقة ان هذا الكراس الصغير في حجمه الكبير في المحتوى الذي يحمل بين دفتيه الكثير من الأفكار.
وجاءت عناوينه كالتالي: عاشوراء من أيام الله/ رسالة عاشوراء/ الحسين يسيطر على القلوب/ كربلاء حدث أنساني عظيم/ أجواء الفتنة الطائفية/ ماذا نستفيد من عاشوراء؟
يشير بعض علماء اللغة إلى ان مصطلح عاشوراء مصطلح إسلامي لم يكن في الجاهلية. هذا ما أكده ابن دريد في الجمرة، عاشوراء يوم سمي في الإسلام ولم يعرف في الجاهلية.
ويقصد به اليوم العاشر من المحرم، ولا يطلق على أي يوم اشر من أي شهر غير المحرم.
يقول الصفار: (أيام الله الأيام من ناحية زمنية كلها أيام الله، فهو سبحانه خالق الزمان والمكان، وخالق كل ما يحيط بنا في هذا الكون الفسيح).
ولأن نسبة أمر ما إلى الله تعالى يدل على تشريفه وتعظيمه، وذلك كنسبة بعض الأمكنة لله، كالمسجد الذي يطلق عليه انه بيت من بيوت الله.
وهنا سؤال يطرحه الصفار وهو ماذا نستفيد من عاشوراء؟
السؤال الذي يدور في السنة الكثير من المخالفين عن المذهب:
حيث يقول نحن نعد إقامة ذكرى عاشوراء ليس مجرد إثارة للعواطف والمشاعر، أو اجترار للكآبة والحزن، وإنما نحيي هذه الذكرى لنستلهم منها القيم، ولذلك أؤكد على ثلاثة دروس يمكن الاستفادة منها في عاشوراء وإقامة ذكرى استشهاد الإمام الحسين عليه السلام هي كالتالي:
1ـ الالتزام بالدين:
فالإمام الحسين وأصحابه انما جاهدوا من اجل بقاء الدين وقيم الإسلام، وليس من أجل أطماع وأغراض دنيوية، ثم يستشهد الصفار بقول الإمام الحسين عليه السلام في سبب خروجه وحركته: "إني لم أخرج أشرًا ولا بطرًا ولا مفسدًا ولا ظالماً، وإنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي صلى الله عليه وآله، أريد ان آمر بالمعروف وانهي عن المنكر".
2ـ تحمل المسؤولية الاجتماعية:
وهي ان يبقى الإمام الحسين في داره وفي مسجد جده، كما أشار عليه كثيرون، وكما فعل آخرون ـ لكنه أبى وقال "وأنا أحق من غيّر".
3ـ مراعاة حقوق الناس:
وقال لقد أراد الإمام عليه السلام أن يكون المستشهد بين يديه متحرجا في دينه، خالي الذمة من حقوق الناس وأموالهم، ثم يقول يجب أن نكون حساسين تجاه حقوق الناس، فانه لا يفيد الإنسان أعمال العبادة والخير إذا كان في ذمته شيء من حقوق الناس.
وهنا يؤكد سماحته على عدم الخوض في المسائل الخلافية التي تكون سبب في الشحن الطائفي والتعبئة المذهبية، وعلى رفض التكفير ووقف المهاترات بين الأطراف وعلى الدعوة إلى الوحدة والتقارب.
يقول الصفار قضية كربلاء ليست قضية بسيطة أو عادية، ففي التاريخ الإسلامي والإنساني كثير من الأحداث، لكنه يمكن القول انه ليست هناك حادثة وقضية توازي حادثة كربلاء، فليس هناك حادثة مستقبلية تحدث عنها رسول الله بالاهتمام الذي تحدث به عن واقعة كربلاء، وهناك روايات كثيرة تنقلها أمهات المؤمنين، ويرويها جمع من الصحابة.
إنه ليست هناك شخصية تجيش لها المشاعر والعواطف كشخصية أبي عبيد الله الحسين عليه السلام لأسباب كثيرة:
أولا: ما سمعه الأصحاب من جده رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو يتحدث عنه ويشيد بفضله، وقد جاء عن ابن كثير "أن الحسنين عليهما السلام كانا اذا طافا بالبيت يكاد الناس يحطمونهما مما يزدحمون عليهما للسلام عليهما.
2ـ شهادته عليه السلام في حادثة كربلاء بما تضمنته من بسالة وشجاعة وبما اكتنفته من مأساة مفجعة.
ويطرح سؤال: ماذا تمثل عاشوراء في ضمير المسلمين؟
يقول الصفار عاشوراء كواقعة من أهم الأحداث التي وقعت في تاريخ الأمة الإسلامية تمثل لنا أمرين مهمين، هما:
1ـ عظمة الموقف المبدئي الذي وقفه سيد الشهداء الإمام الحسين عليه السلام وأهل بيته وأصحابه عليهم السلام.
2ـ بشاعة الظلم الذي وقع على أهل البيت عليهم السلام وانتهاك حرمات الله في ذلك اليوم.
حينما نقرأ التاريخ نجد أن بني أمية كانوا يريدون التعتيم على هذه الحادثة، لينسى الناس ما حصل لأهل البيت عليهم السلام في كرلاء، ومن أجل ذلك كانوا يعلنون ذلك اليوم عيدا ويوم فرح وسرور.
ويقول الصفار وورد في كت بالتاريخ كما ينقل ابو الريحان البيروني في الآثار الباقية، (فأما بنو أمية، فقد لبسوا فيه ما تجدد، وتزينوا، واكتحلوا، وعيدوا، وأقاموا الولائم والضيافات، واطعموا الحلاوات والطيبات.
ويقول الصفار وقد وضعوا بني امية ومن والاهم أحاديث كادبة عن الرسول واعطاء مثال على ذلك ما رواه ابن عباس في تفسير قوله تعالى: (قَالَ مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ الزِّينَةِ) قوله: "وكان يوم الزينة يوم عاشوراء".
«لقراءة الكتاب اضغط هنا»