لقاء القطيف
بدعوة كريمة من المفكر والناشط الوطني السعودي المعروف الشيخ حسن الصفار زرنا مدينة القطيف بالمنطقة الشرقية في السعودية لحضور اللقاء الودي الذي يجمع لفيفا من علمائها الأجلاء سنة وشيعة، حضره كذلك رجال الصحافة وأعضاء في المجالس الوطنية والبلدية ومسؤولون كبار في حفل أعد لاستقبال الوجيه السعودي رجل الأعمال المعروف الشيخ عبدالمقصود خوجة وفي معيته جمع كذلك من علماء منطقة الحجاز (من مفكرين وفقهاء وقضاة سابقين) التي تشمل مدينة جدة ومكة المكرمة، وكان - كما رأيت - حفل يثلج قلب كل مسلم يحرص على الوحدة والألفة الاسلامية علاوة على الوحدة الوطنية، ويبدو ان هذه احدى ثمار الحوار الوطني الذي يجري هناك تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، حيث ألقيت الكلمات الطيبة التي تؤكد على هذه الوحدة وبعضها تحدث بصراحة عن أهمية الثقافة الدينية التعددية التي تغلق أبواب الجهل المؤدي الى إثارة الظلم والبغضاء بسبب أوهام دسها المغرضون للنيل من العلاقة بين السنة والشيعة، وقد حان الوقت للتفاهم وتكريس كل ما من شأنه رصف الصفوف عل الخير والمحبة.
وقد اتيحت لي فرصة لمداخلة قصيرة بين هذه الكلمات والقصائد التي ألقيت، معتذرا من ان أكون متطفلا على البيت السعودي، فأكدت انه من المعلوم ان الورقة الدينية هي احدى الأوراق المهمة التي يعبث بها التكفيريون والارهابيون لمزيد من الاضطراب والصراع والفساد في اقليمنا، وقلت «بصراحة ان الحركات والتجمعات الاسلامية في الكويت يلاحظ انها تتأثر بأقوال وأفعال علماء المملكة العربية السعودية نتيجة للترابط الفكري والفقهي والتاريخي والأخوي بين الشعبين الكويتي والسعودي»، وأكدت ان هذا الحوار الوطني الذي يجمع علماء من مختلف أطياف المجتمع السعودي هو مشروع نموذجي ينبغي الاقتدا به واستيعابه في منطقتنا الخليجية الأوسع وهو محل اهتمام ومتابعة المراقبين.
وأضفت أن أي نجاح لهذا الحوار فإنه يمثل نجاحا وخطوة طيبة لحوار اسلامي أشمل وله آثاره الايجابية على العلاقات الدينية بين تلك التجمعات، وان أي فشل - لا سمح الله تعالى - يمثل انتكاسة مؤلمة في تلك العلاقات، فإن الورقة الدينية في بيتنا الخليجي تمثل عاملا مهما في أمن واستقرار ورفاهية شعوبنا.