شكرا يا شيخنا الصفار «3»
أكرر شكري لك شيخنا الشيخ حسن الصفار لأنك أعطيتنا فرصة التعريف بالقطيف للضيف الكريم، ولصحبه الأفاضل، إذ لم تقصر الزيارة على جلسات مغلقة تدور فيها حوارات خاصة، بل جعلت القطيف تلبس أزهى ثيابها لتستقبل ضيفك/ ضيفها.
عطّر مسامعنا المقرئ الشاب حسين البحار، قرأ القرآن ورتل آياته، فكأنه من مزامير داوود، بل هو منها، وفي هذا ردّ على من يقول أننا - الشيعة - لا نهتم بالقرآن.
تمايلنا - سماحة الشيخ - مع الشعور الوطني، وكلمات الشاعر الشاب محمد مهدي الحمّادي، يرحب بالضيف وبمرافقيه، وبالوطن.
نحن كلنا نحب الوطن، ونتغنى به لكنه كان أبلغنا في تلك الليلة فقال ما يختلج في صدورنا، وقالت القطيف كلمتها: إنني منبع الشعر، والشعر حيّ لم يمت، ما زال ينبض الشعر في عروقي، وتختلج به أنفاسي، إن مات الكوفي والخطي والمسلم والجشي، فإنني ما زلت ألد الأكفاء والمبدعين.
في طهر أرضكَ سبّحـتْ كلماتـي وسرى هواكَ بيقضتـي وسُباتـي
مازلت أقبس من رؤاك حقيقتـي فتضيء شمسك في ظلام حياتي
يا موطنا رسـم الجمـال بداخلـي يــا آيــةً سكـنـتْ بـكــل سـمـاتـي
وداعب الدكتور توفيق السيف اللغة فقسّم الوطن إلى رومانسي وواقعي، ففغر السامع فاه، واتسعت عيناه، ليجد التوضيح كالشمس المشرقة، وبكل سلاسة واختصار: نحن نحب الوطن الرومانسي لكننا نريد الوطن الواقعي.
هكذا تكبر القطيف برجالها الكبار.
وختم الشاب المنشد حسن الشايب مهرجان الاحتفاء بأبيات في مدح رسول الله وأهل بيته الطاهرين، فتعطر المكان بذكرهم والصلاة عليهم «اللهم صل على محمد وآل محمد»
ولد الهدى فالكائنات ضياء وفـم الزمـان تبسـم وثـنـاء
ولم تكون الجولة التعريفية بتاريخ المنطقة وتراثها ختام الرحلة، بل كان الفلم الرائع يعرض في مجلسكم المبارك.
قدمتم يا سماحة الشيخ الدعوة لضيوفكم لا ليشاهدوا عرض فلم «بقايا طعام» الذي فاز بجائزة أفضل فلم في الإمارات «2008م»، بل ليتعرفوا على وجه آخر وزاوية أخرى من زوايا قطيفنا الحبيبة.
خيم الصمت على الجميع، وتابع المجتمعون الفلم وكأن على رؤسهم الطير، عاشوا تفاصيله لقطة لقطة، وأثارت إعجابهم التقنية العالية، والاحساس المرهف.
وقفوا جميعهم ليحيوا «قطيف فرندز» وليصافحوا النجاح ويشكروا الجهد المبذول من شباب القطيف.
صفقوا للقطيف المتمثل فيكم سماحة الشيخ وفي جهود شباب القطيف الباذلين من وقتهم لرفعة رأسها، وكأنكم - يا سيدي - تريدون تكريم القطيف قبل تكريم ضيوفكم.
شكرا لكم شيخنا الصفار.