شكراً يا شيخنا الصفار (2)
الوفاء من شيم العرب التي أثبتها الإسلام وحض عليها، فقد وردت ورايات وأحاديث عن رسول الله وعن أهل بيته تبين هذه الشيمة وتبين أثرها.
فعن أمير المؤمنين كما في غرر الحكم: أشرف الخلائق الوفاء.
وقال : بحسن الوفاء يعرف الأبرار.
وقال : الوفاء حلية العقل وعنوان النّبل.
ومارس رسول الله هذه الشيمة الكريمة عمليا مع صديقات خديجة فكان يصلهن وفاء لها .
وليس مقصدي هنا بيان فلسفة الوفاء وفضله، بل العبور عبر هذه الصفة الى موضوع تكريم الشاعر الجشي (1344هـ - 1429هـ)، فضيف القطيف الكبير معالي الشيخ عبدالمقصود خوجة، كان وفيا لهذه الشخصية الوطنية أيما وفاء، فقد أقام حفل تكريم له، حضره نيابة عنه بسبب المرض ابنه قطيف، وكان ذلك في إثنينيته في 19/10/1426هـ الموافق 21/11/2005م.
كانت اللفتة الأولى من سماحة الشيخ حسن الصفار، فبمجرد أن أخبرته بوفاة (أبو قطيف) تأثر وبدى الحزن على وجهه، ثم قرر أن يضمّن برنامج الوفد القادم من جدة زيارة لمواساة عائلة الفقيد.
وبالفعل وصل الوفد يتقدمهم الشيخ عبدالمقصود خوجة، ولم يستقر بهم القرار في الفندق الا بعد أن مروا بالقطيف يعزوها في فقيدها، ذهبوا إلى الحسينية وقدموا التعازي لقطيف الابن وللعائلة.
لم يغب الجشي عن مهرجان الاحتفاء في مكتب سماحة الشيخ حسن الصفار، فقد كان موجودا كمفردة صفا بصف هموم الوطن «"الجشي" والشعر والوحدة الوطنية وهموم الوطن وتطلعاته قضايا ناقشها مفكرون ومثقفون في أمسية نادرة التكرار» جريدة الرياض.
وجاء في حديث الشيخ حسن الصفار أن الشيخ عبدالمقصود خوجة «تبنى طباعة المجموعة الكاملة للشاعر العربي الكبير المرحوم عبدالله الجشي».
ولم يغب الجشي شاعرا فقد ضمّن عضو مجلس الشورى الاستاذ محمد رضا نصر الله كلمته الترحيبية بالضيوف قصيدة الجشي التي كان ألقاها بين يدي الوفد المصري الذي زار القطيف عام 1951م وكان من بينهم الأديبة بنت الشاطئ، والتي تغنى فيها رحمه الله بأمجاد القطيف معددا أمجادها وذاكرا بعض فصول تاريخها:
هذي بلادي وهي ماض عامر مـجـداً وآت بالمشيـئـة أعـمـر
وتذكره الشيخ خوجة حيث حرص على تقديم واجب العزاء فيه ووصفه بـ «القامة الشمخاء والقيمة العلياء.. العلامة في شعره وأدبه».
ولم يغب حتى في مدح الشيخ خوجة للشاعر الحمادي حيث أبدى إعجابه وتنبأ للشاعر الحمادي بأن يصبح «الجشي الثاني».
شكرًا سماحة الشيخ حسن الصفار لأنك عرفتنا بهذه الشخصية الوفية لأصدقائها، ولوطنها.