بحضور نخبة من الشيوخ والمثقفين ...
منتدى بوخمسين يكرم خوجة
في احتفالية بديعة وبحضور حشد كبير من علماء دين ومثقفين وأدباء وإعلاميين احتفى منتدى بوخمسين الثقافي بمحافظة الأحساء مساء الأربعاء الماضي بتكريم الشيخ عبد المقصود محمد خوجة والوفد المرافق الذي حل ضيفا في الأحساء وسط حضور لافت من جميع أطياف المجتمع الأحسائي يتقدمهم الشيخ حسن بوخمسين ومن القطيف منسق الزيارة الشيخ حسن الصفار وعدد من الشعراء والمهندسين والدكاترة، حيث تخلل الحفل العديد من الكلمات الترحيبية بالضيف الكبير، وكان الشعر حاضرا بقوة من قبل الشاعر الكبير جاسم الصحيح، والشاعر العراقي يحيى السماوي.
وقال الشيخ عادل بوخمسين المشرف العام على المنتدى في كلمة أكد فيها على أن التنوع في الأحساء لا يتوقف على الجغرافيا فقط ، بل يشمل التنوع الديمغرافي ، الذي يعكس تنوع المجتمع الأحسائي، وقال أن التاريخ سجل التنوع في الأديان السماوية، والأحساء سجلت تنوع كل المذاهب منذ القدم، وهذا التنوع وجوده أصيل وليس وجود طارئ، وأكد الشيخ عادل على أن الأحساء سجلت تعايشا اجتماعيا قويا عبر التاريخ رغم التعدد المذهبي، حيث وصف هذه المذاهب بالقوية وأنها تميزت بالأصالة وخرجت أساتذة وعلماء بل درَّست طلاب من داخل وخارج المملكة حيث الناس يرسلون أبنائهم ليتتلمذوا في الأحساء كل على انتمائه المذهبي، بل أن بعض العلماء لمذهب يدرس آخرين من أتباع مذهب آخر.
وأضاف الشيخ عادل أن الوضع الاجتماعي يسجل منذ التاريخ أنموذجا رائعا للتعايش الاجتماعي تغنى به الكثير من الأدباء ونحن نفخر بذلك، وقال مرت على الأحساء أحداث تاريخية صعبة ولكن بالتكاتف ورغم التعدد المذهبي كان المجتمع أقوى بكثير من تلك الأحداث والفتن.
ثم توالت كلمات الترحيب التي تميزت بالإيجاز، وقد ألقى الشاعر الصحيح قصيدة رحب فيها بضيف الأحساء تفاعل مع أبياتها الحشد الكبير بالتصفيق ثم كلمة ترحيبة موجزة للدكتور محمود آل الشيخ مبارك، وكلمة أخرى لعضو المجلس البلدي عبد الرحيم بوخمسين تحدث فيها عن الأحساء وأهميتها حيث قال إن عدد سكان الأحساء وصل إلى أكثر من مليون و200 ألف نسمة، وتشكل مساحة الأحساء ربع مساحة المملكة جغرافيا أي ما يعادل 24.5من مساحة المملكة تحوي هذه المساحة خمس مدن وأكثر من 50 بلدة وهجرة، والأحساء تطل على شواطئ تمتد لأكثر من 400 كيلومتر، وأرضها غنية جدا بالنفط حيث تنتج أكثر من 70 بالمائة من إنتاج المملكة للنفط، و97 بالمائة من إنتاج الغاز، و12 بالمائة من إنتاج المملكة للتمور، وقال أفضل وأغنى ما تنتجه الأحساء هو السلم الاجتماعي.
ولم تكن قصيدة الشاعر السماوي التي ألقاها إلا امتداد جميل ورائع لما قدمه زميله الشاعر الصحيح، أيضا تحدث نائب رئيس النادي الأدبي الدكتور نبيل المحيش مرحبا بالضيوف ومشيدا بجهود خوجة الكبيرة في نشر نتاج المثقفين والأدباء من داخل وخارج المملكة، ثم انتقل المايك إلى الأستاذ سامي الجمعان ليبوح بكلمات الترحيب الذهبية التي تناثرت بلمعة قوية جسدت حب أهالي الأحساء لضيوفهم الكرام.
بعدها جاءت كلمات الضيوف التي عبرت بصدق عن مد جسور التقارب بين أبناء الوطن الواحد، افتتحها القاضي السابق الشيخ محمد صالح الدحيم ، حيث كلماتها لامست وجدان وقلوب الجميع حاملة معها شعور الأخوة المتدفق بهدوء نحو الأحساء.
أما الكاتب عبد الله فراج الشريف تمنى أن يكون شاعرنا الكبير جاسم الصحيح شاعرا للوطن كله ثم تحدث عن حبه وتقديره لأهالي الأحساء معجبا بالتعايش الاجتماعي الذي يسود المحافظة.
وأكد المهندس سامي عنقاوي من خلال كلمته أن الوحدة الوطنية والتعددية هما بمثابة كفتي ميزان وأن وجود التعدد المذهبي والفكري مهما جدا في كل الوطن.
وجاءت الخاتمة على لسان الضيف المحتفى به عبد المقصود خوجة ليتوج الحفل بكلمات صادقة تؤكد على أن الوحدة الوطنية تستوعب الجميع صفا واحدا دون استثناء كل محتفظ بخصوصيته يجمعنا وطن واحد.
وفي ختام الاحتفال قدم الدكتور نبيل المحيش نائب رئيس النادي الأدبي درعا تذكاريا لعبد المقصود خوجة لدوره الكبير في خدمة الأدب والأدباء على مستوى العالم العربي وإنجازاته الثقافية المتعددة.