شيعة الخليج يحيون عاشوراء وقادتهم يحذرون من الفتنة
الشيخ الصفار: إذا لم تبادر الأنظمة للمساواة بين المواطنين ستحدث مشاكل
احتفالات حاشدة في القطيف[1]
القطيف - السعودية(ا ف ب)
أحيا الشيعة في بلدان الخليج أمس ذكرى عاشوراء في مدن المنطقة الشرقية بالسعودية وفي البحرين والكويت، فيما اتهم رجل دين شيعي سعودي الولايات المتحدة وإسرائيل بالسعي لإثارة فتنة طائفية بين السنة والشيعة في المنطقة. وطافت مواكب العزاء في أحياء بلدة سيهات ومدينة القطيف في المنطقة الشرقية من السعودية، حيث ازدحمت الطرقات في الأحياء ذات الغالبية الشيعية بالمعزين الذين ارتدوا السواد ودقوا صدورهم أمام حسينيات رفعت عليها الأعلام السوداء على وقع أصوات الخطباء عبر مكبرات الصوت.
وفي كلمة أمام مئات المعزين ففي بلدة سيهات، اتهم رجل الدين الشيعي السعودي الشيخ حسن الصفار الولايات المتحدة وإسرائيل بالعمل "على إثارة فتنة طائفية بين السنة والشيعة في المنطقة" مضيفا "للأسف الشديد نجحوا في خطتهم إلى حد كبير". وقال الصفار "حينما نصغي إلى الخطاب الإعلامي العربي نرى غيابا للقضية المركزية (فلسطين) وكأن القضية الآن ليست إن أمريكا وإسرائيل تخططان لإثارة الحرب المذهبية .. وأصبحت المعركة الآن مذهبية بين السنة والشيعة".
وأضاف الصفار "ليست هناك مشكلة مذهبية بل هناك خلل في العلاقة بين أطراف الأمة .. إذا لم تبادر الأنظمة العاقلة لإصلاح الأمر ومساواة المواطنين ستحدث مشاكل".
وعزا الصفار ما اعتبره مخططا أمريكيا إسرائيليا لإشعال الفتنة الطائفية، إلى حيثيات حرب الصيف الماضي بين إسرائيل وحزب الله في لبنان حيث "إن تصدي المقاومة لإسرائيل جعل جميع ساحات المسلمين تعيش جوا نفسيا واحدا أمام العدو الصهيوني".
وتابع "هذا ما أثار الأعداء وأثار قلق الأمريكيين والصهاينة .. دفعهم هذا للتساؤل: كيف يتحد المسلمون في شرق العالم وغربه في تأييد المقاومة؟ .. إذا لا بد من مخطط يشغل المسلمين بأنفسهم وينشغلون عن إسرائيل".
وأشار الصفار إلى "أن ما يحدث في العراق ليس مشكلة طائفية بل مظهر من مظاهر الخلل الذي تعيشه الأمة" مضيفا "أن كل عاقل سنيا كان أم شيعيا لا يقبل ما يجري في العراق" متسائلا "هل الحل يكمن في استعادة الخلافات الطائفية وإصدار الفتاوى الطائفية؟".
وتابع "هذا ليس حلا بل يدمر البلدان والمطلوب وضع حد لهذا الخطاب ووضع حد للمتطرفين الشيعة والسنة". وتعيش في السعودية أقلية شيعية تمثل 10% على الأقل من إجمالي المواطنين البالغ عددهم حوالي 17 مليونا، ويتركز وجودها في المنطقة الشرقية.
وفي سوق سيهات وحي القلعة في القطيف، انتصبت معارض متنقلة للكتب حيث عرضت آخر الروايات الصادرة للأدباء العرب والأجانب جنبا إلى جنب مع الكتب الدينية والمؤلفات في الفقه الشيعي وصور المراجع الشيعية والسجادات السوداء التي تصور واقعة كربلاء.
كما عرضت في المعارض صور القادة الشيعة والتسجيلات الصوتية والتلفزيونية لخطباء من العراق والبحرين، في ظل حضور أمنى خفيف اقتصر على دوريات محدودة لتنظيم حركة المرور.
وقال الشيعي السعودي سعد الشبيب (38 عاما) ان "أجواء الانفتاح التي سمحت للشيعة السعوديين باحياء شعائرهم بحرية، اوجدت مناخا يسعى فيه الكثيرون لفهم حقيقة المعتقدات الشيعية".
وقال شبيب "لقد افتتح محافظ سيهات ومدير الشرطة حملة التبرع بالدم والمحافظ سيفتتح موكب العزاء .. هذا أمر ايجابي وهناك مواطنون سنة يسعون لفهم حقيقة المعتقد الشيعي".
وفي منطقة الشويكة في القطيف، قال عبدالحليم العباس (30 عاما) الذي كان يشاهد موكب عزاء صغير لأهل الحي لوكالة فرانس برس "إن إحياء الشعائر الحسينية من قبل الشيعة السعوديين دليل على انفتاح كبير اكثر من السابق" مضيفا "أن هناك حركة نشطة لبناء الحسينيات كما أن الجهات الرسمية متعاونة وتسهم في تنظيم المواكب".
وفي البحرين حيث غالبية المواطنين من الشيعة، سار الآلاف في مواكب عاشورائية خاصة في منطقة السوق القديمة في المنامة على ما أفاد مراسل فرانس برس.
وسارت المواكب بشكل هادئ دون تسجيل أي حادث يذكر فيما استعملت شاشات عملاقة على الطرقات لنقل صور المسيرات. ونقلت الصحف البحرينية أمس عن الشيخ عيسى قاسم رئيس المجلس الإسلامي العلمائي (شيعي) "تحريمه استيراد الانقسامات إلى البحرين".
وقال قاسم "نحن محل لانعكاسات الصراعات خارج الحدود، ويجب علينا أن نكون أكثر وعيا من استحضار مشكلات الخارج إلى البحرين .. الوحدة الإسلامية هي السبيل الوحيد للتصدي للمخططات الأميركية والأوروبية في المنطقة". وقال قاسم في كلمة ألقاها في مسجد الخواجة في قلب العاصمة الاثنين "المسلمون يعيشون حاليا اخطر مرحلة تمر ببلادهم من خلال العلاقات المتأزمة بينهم، وان هناك من يؤسس إلى علاقات احتراب وتأصيل لمبدأ الفرقة".
وأضاف "هناك فهمان خاطئان لدى كل من الشيعة والسنة في البحرين الأول هو اعتقاد الشيعة أن الظلم الواقع عليهم من قبل الحكومة هو ظلم من قبل السنة، وهذا غير صحيح، كذلك اعتقاد السنة إن مطالبة الشيعة بحقوقهم هو استهداف لهم وحرب ضدهم".
وفي الكويت، تكثفت مساء الاثنين والثلاثاء مشاركة الشيعة الذين يشكلون تقريبا ثلث مواطني هذا البلد، في مجالس العزاء العاشورائية المستمرة منذ عشرة أيام.
وتوجه عشرات آلاف الشيعة الكويتيين والوافدين إلى الحسينيات بالرغم من عاصفة رملية شديدة ومن درجات الحرارة المنخفضة.