الشيخ الصفار يلقي كلمة مجلس الآباء بمدرسة «الشرق المتوسطة» بالقطيف
أقامت مدرسة الشرق المتوسطة مجلسها السنوي لأولياء أمور طلابها الليلة مستضيفة سماحة الشيخ حسن الصفار الذي بدأ كلمته بحديث عن رسول الله «من حق الولد على والده أن يحسن اسمه إذا ولد، وأن يعلمه إذا كبر، وأن يعف فرجه إذا أدرك».
وقال سماحته: «إنها فرصة طيبة نلتقي فيها مع الآباء الكرام، والأخوة المدرسين، والأبناء الطلبة، لذا أود أن أذكر كلاً منهم بمسؤوليته تجاه المسألة التعليمية».
فمن حيث الآباء أكد على أهمية اهتمامهم بتعليم أبنائهم، وأنها مسؤولية في أعناقهم، فهناك من النصوص ما تشير إلى واجب تعليم الدين، وبعضها لتعليم الكتابة، وبعضها لتعليم الأدب.
وقال سماحته: «في السابق كانت هناك كتاتيب يبعث الآباء أبناءهم ليتعلموا فيها القرآن الكريم، والكتابة، والحساب، وغيرها، أما الآن وبفضل الله ومع تطور البلاد ونهضتها فقد أصبح التعليم مؤسسة ترعاها الدولة، وله أكثر من وزارة».
ثم تساءل: هل هذا يلغي دور الأب، ويعفيه من المسؤولية؟
وأجاب قائلاً: «هناك كثير من الآباء يتحدثون عن القصور في بعض جوانب المؤسسة التعليمية، وهذا أمر لا ينكر، بل تعقد لأجله المؤتمرات والندوات، وينشر عنه في الصحف المحلية، ولكن بالمقابل لابد أن يتحمل الأب جزءاً من المسؤولية، فعليه أن يخصص بعض وقته لمتابعة ابنه، وأن يوجهه لتقويم سلوكه وخلقه، سيما ونحن نعيش في عصر مليء بالمغريات والمفسدات. على كل أب أن لا يكتفي بتوفير لقمة العيش والملبس والمسكن، فالتعليم له من الأهمية ما قد يفوق كل تلك الأمور».
وقال: «هناك من يحمّل المسؤولية كاملة على الأم، وهذا غير صحيح، فالأمر مشترك، وهنا نوجه رسالة شكر لكل الأمهات على تحمل هذه المسؤولية وبذل الجهد في سبيل نجاح أولادهن، مع كثرة أشغالهن المنزلية».
ومن ناحية تعلل البعض بضيق الوقت قال: «هناك من الآباء من يصرف وقتاً كبيراً في متابعة البرامج، والمباريات، وحتى البرامج الدينية، ولا يعطي من هذا الوقت جزءاً لأولاده لمتابعة تعليمهم! وهنا أستطيع أن أقول بضرس قاطع: أن تعليم الأولاد أهم من متابعة البرامج الدينية إذا لزم الأمر، وهو ما يؤكده حديث رسول الله لجلوس أحدكم مع عياله ساعة، أحب وأفضل من عبادة في مسجدي هذا».
ثم أشار إلى ضرورة التواصل مع المدرسة لمتابعة مستوى الولد التعليمي والأخلاقي، بزيارة المدرسة ما سنحت الفرصة، أو بالاتصال، وأن لا نكتفي بحضور مجلس الآباء، وإن كان البعض لا يحضر البتة.
وقال: «إن ذلك يزيد من اهتمام الولد، كما أن إدارة المدرسة تصبح أكثر اهتماماً».
ومن جهة إدارة المدرسة والمعلمين فيها فقد وجه شكره وثناءه لهم وقال: «أود أن أذكركم بأن موقعكم حساس، وأن لا تنظروا إليه مجرد وظيفة تحصلون منها على المال، الأبناء والمجتمع أمانة في أعناقكم، مستقبلهم بيدكم، إن أحد تلاميذكم قد يكون في يوم ما مدرساً لأبنائكم، وآخر سيكون طبيباً يداويكم، أو موظفاً ينجز أعمالكم، فكيف تحبون أن يكون أولئك عليكم أن تربوا جيلاً يحمل أمنياتكم ويحققها».
ثم وجه خطابه لأبنائه الطلاب، مشيراً إلى أن هذه المرحلة التي يدرسون فيها وهي المرحلة المتوسطة أنها مرحلة حساسة، ومهمة، وقال مؤكداً: « عليكم أن تهتموا أبنائي وأعزائي بهذه المرحلة، وأن تفكروا ملياً في بناء مستقبلكم من الآن، لم يعد النجاح كافياً، فمع كثرة التنافس وصعوبة الحصول على مقعد جامعي، أصبح الأمر يتطلب مزيداً من التفوق».
ومن جهة من يصرف الوقت في اللعب قال: «من حقكم أن تلعبوا وأن ترفهوا عن أنفسكم، ولكن أن تكون الحياة كلها لعب فهذا غير صحيح، ذلك أمر كان يصلح لسنيكم السبع الأولى كما يقول المصطفى محمد : (دعه يلعب لسبع)، ثم إن عندكم أوقاتاً كبيرة لتلعبوا فيها كالعطل الصيفية، وإجازة نهاية الأسبوع، وغيرها من الإجازات وإن كنا نوصي دائماً بأن هذا الأوقات أيضاً ينبغي ألا تصرف كلها في اللعب واللهو. وأنتم ذوو عقول واعية فزنوا الأمر حتى تكونوا لكم شخصية محترمة يفخر بها المجتمع».
ثم وجههم إلى أن يحسنوا علاقاتهم بمدرسيهم، وأن لا تكون العلاقة قائمة على التحدي، ووضع الحواجز، فهم بمثابة الأخوان الكبار أو الآباء. كما أكد على ضرورة الاهتمام بالمدرسة بنظافتها بشكلها، فهي بمثابة البيت حيث يقضي الطالب فيها وقتاً ليس بالقليل.
في الختام وجه شكره للحضور على هذا اللقاء الطيب، وأكد على ضرورة أن يكون هذا اللقاء باعثاً لاهتمام كل من حضر بالمسألة التعليمية وبشكل أكبر.